مقديشو 11 رمضان 1446 هـ الموافق 11 مارس 2025 م (صونا) – في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم جمهورية الصومال الفيدرالية، تواصل الإمارات تقديم مساعدات شاملة في عدة مجالات حيوية، بهدف تعزيز الاستقرار والتنمية في البلاد.
دعم عسكري مستمر
في إطار تعزيز القدرات العسكرية للصومال، قدمت دولة الإمارات دعماً غير محدود للقوات الصومالية. شمل هذا الدعم تدريب مئات الجنود وتأهيلهم على يد خبراء إماراتيين، إلى جانب تقديم الدعم اللوجستي والمعدات العسكرية. كما قامت الإمارات ببناء معسكرات تدريب حديثة للقوات الصومالية، إضافة إلى إعادة تأهيل مراكز الشرطة في عدد من المدن الصومالية، مما أسهم بشكل كبير في رفع كفاءة الأجهزة الأمنية المحلية وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية.
أشاد وزير الدفاع عبد القادر محمد نور “جامع”، بدور الإمارات العربية المتحدة في بناء الجيش الوطني الصومالي أثناء زيارته لمعسكر الجنرال “غوردن” للتدريب .
ووجه الوزير الشكر إلى حكومة الإمارات على المساعدات المستمرة التي تقدمها للصومال، خاصة في مجال تدريب القوات المسلحة..
وقال معالي وزير الدفاع إن حكومة الإمارات لعبت دورًا رئيسيًا في بناء الجيش الصومالي، حيث قامت بتدريب الشرطة العسكرية التي تحافظ على أمن العاصمة مقديشو.
وأكد الوزير على أهمية هذا الدعم الإماراتي في تعزيز قدرة الصومال على التصدي للتحديات الأمنية والإرهابية.
مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن
وفي سياق مكافحة الإرهاب، اتخذت الإمارات خطوة هامة بإدراج مليشيات الشباب على قائمة الإرهاب. هذا القرار جاء لدعم جهود الصومال في التصدي للجماعات المسلحة التي تهدد أمن البلاد واستقرارها. إضافة إلى ذلك، ساهمت الإمارات في تمويل عمليات أمنية صومالية لمكافحة هذه التنظيمات المتطرفة، بما يعزز من قدرة الحكومة الصومالية على الحفاظ على الأمن الداخلي.
المساعدات الصحية: تقديم الرعاية للمتضررين
في مجال الصحة، لم تقتصر جهود الإمارات على الدعم العسكري فقط، بل امتدت إلى تقديم مساعدات إنسانية هامة للشعب الصومالي. فقد افتتحت الإمارات العديد من المستشفيات والعيادات في مناطق مختلفة من الصومال، لتوفير الرعاية الصحية لمئات الآلاف من المواطنين. من أبرز هذه المشاريع المستشفى الميداني في مقديشو، الذي يقدم خدمات طبية مجانية لمئات المرضى يومياً. كما تم تدشين مستشفى “حنانو” للأمومة والطفولة، لتلبية احتياجات النساء والأطفال في هذا البلد الذي يعاني من نقص في الخدمات الصحية الأساسية.
الدعم الإنساني والمساعدات الطارئة
على الصعيد الإنساني، واصلت الإمارات تقديم المساعدات الغذائية والطبية للمناطق المتضررة من الأزمات الإنسانية والجفاف في الصومال. هذا الدعم ساعد في تخفيف المعاناة عن مئات الآلاف من الصوماليين الذين يعانون من الفقر الشديد والمجاعة. عملت الإمارات على توفير المياه العذبة والغذاء في المناطق الأكثر حاجة، مما أتاح للعديد من العائلات الصومالية الحصول على الأساسيات التي تكفل لهم البقاء.
وفي خطوة إضافية لتعزيز التعاون في مجال إدارة الكوارث، التقى رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، محمود معلم عبد الله، بسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصومال، السيد أحمد جمعة الرميثي، لبحث سبل التعاون بين الجانبين في مشاريع التعافي من الأضرار الناجمة عن فيضانات النينيو السابقة. تم التركيز على دعم حكومة الإمارات للهيئة في إيجاد حلول مستدامة لمواجهة هذه التحديات. كما تم مناقشة خطة مرتقبة ستصدرها حكومة الإمارات بالتعاون مع الهيئة استعدادًا للأحداث المستقبلية المحتملة، خاصة في ظل التوقعات بقلة الأمطار التي قد تؤدي إلى الجفاف. تشمل الخطة العمل على تأمين الاحتياطيات اللازمة والاستجابة السريعة لتحديات الجفاف المستقبلية.
العلاقات الدبلوماسية وتعزيز التعاون الثنائي
أشاد الرئيس حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، خلال مشاركته في استقبال محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بالدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دعم الصومال.
وأكد الرئيس على تقديره العميق للروابط التاريخية بين البلدين، مثمنًا سياسة الإمارات الحكيمة وتعاونها المستمر في دعم المسيرة التنموية للصومال، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعد ركيزة أساسية لمواجهة التحديات والأزمات التي تواجه المنطقة العربية
في هذا السياق، سلم سعادة حسين عبدي حلني، سفير الجمهورية لدى دولة الإمارات، أوراق اعتماده إلى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مراسم جرت في قصر الوطن في أبوظبي. خلال هذا اللقاء، نقل السفير تحيات رئيس الجمهورية الصومالية، السيد حسن شيخ محمود، وتمنياته للشعب الإماراتي بمزيد من التقدم والازدهار..
كما عبّر سعادة السفير عن اعتزازه بتقديم أوراق اعتماده سفيراً للصومال لدى الإمارات، مثمناً العلاقات الثنائية القوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وأكد عزمه على تعزيز هذه العلاقات في المستقبل. من جانبه، رحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالسفير، معرباً عن حرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع الصومال ودعمهما المتبادل في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الصومال، معالي علي محمد عمر “علي بلعد”، أن العلاقات بين الصومال والإمارات العربية المتحدة تشهد تطورًا إيجابيًا. وقال الوزير في تصريح له لوسائل الإعلام الوطنية: “التعاون بين الحكومتين يشمل مختلف المجالات، وعلى رأسها الجوانب الاقتصادية والسياسية”. وأضاف: “الوضع السياسي بين الصومال والإمارات في حالة جيدة، كما أن الإمارات تدعم الصومال في القضايا الأمنية والاقتصادية”.
وأشار وزير الدولة إلى أهمية استمرار هذا التعاون لتعزيز الاستقرار والتنمية في البلاد، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تسير في اتجاه إيجابي يخدم المصالح المشتركة.
العلاقات البرلمانية: تعزيز التعاون بين الصومال والإمارات
كما شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً على الصعيد البرلماني، حيث التقى رئيس مجلس الشعب الفيدرالي الصومالي، السيد شيخ آدم محمد نور مدوبي، بمعالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، في العاصمة أبوظبي. تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين، والتأكيد على تعزيز التآزر بين البرلمانيين الصوماليين والإماراتيين.
وفي هذا الإطار، أعرب شيخ آدم مدوبي عن شكره وتقديره للدعوة الرسمية التي تلقاها من نظيره الإماراتي، مشيداً بحفاوة الاستقبال. كما جرى مناقشة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المحافل البرلمانية وتبادل الخبرات والممارسات البرلمانية.
وفي سياق متصل، التقى رئيس مجلس الشيوخ الفيدرالي الصومالي، السيد عبدي حاشي عبدالله، مع رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، معالي صقر غباش، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون البرلماني وتفعيل اجتماعات لجنة الصداقة البرلمانية بين البلدين.
إعادة بناء البنية التحتية وتنمية الاقتصاد: اتفاقيات استراتيجية مع الإمارات وكينيا
ضمن الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية في الصومال، وافق مجلس الوزراء الصومالي على اتفاقية هامة مع دولة الإمارات العربية المتحدة تهدف إلى دعم إعادة بناء البنية التحتية وتنمية الاقتصاد الوطني.
وتهدف الاتفاقية إلى جذب الاستثمارات الإماراتية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. من خلال هذه الاتفاقية، يتطلع الصومال إلى ضمان حماية استثمارات الإمارات في القطاعات الحيوية مثل الطاقة، النقل، والبنية التحتية، مما سيسهم في تحسين البيئة الاقتصادية وتعزيز الاستدامة المالية على المدى الطويل.
خاتمة
إن الدعم المستمر من دولة الإمارات لجمهورية الصومال الفيدرالية يعكس التزامها العميق بتعزيز السلام والتنمية في المنطقة. من خلال دعم القوات العسكرية، تقديم المساعدات الإنسانية، وتعميق التعاون الدبلوماسي والبرلماني، تساهم الإمارات في مساعدة الصومال على استعادة استقراره ومواصلة بناء مستقبله المشرق.
بقلم الكاتب الصحفي : عمر فارح ( عمر كرامي ).