مقديشو 08 ذو الحجة 1444 هـ الموافق 26 يونيو 2023 م (صونا) – يوم السادس والعشرين من يونيو، يوم تاريخي للشعب الصومالي، وفيه نالت المحافظات الشمالية في البلاد إستقلالها من الاحتلال البريطاني وذلك بعد مسيرة كفاح طويلة تزيد عن 70 عاما، ولهذا حصل المواطنون على أول علم وطني يرفرف على سماء البلاد.
وهذا اليوم يرمز إلى التضحيات الجسيمة والإسهامات الكبيرة التي قدمها الأجداد والآباء ، في سبيل الاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني ، وقد أثبت الشعب الصومالي وحدته واستقلال قراره، ما أجبر هذا المستعمر على الخروج بعدما تعب من المقاومة الشعبية ضده.
ونتذكر هذه الأيام، جهود إجدادنا المناضلين الذين بذلوا الغالي والنفيس لتحقيق حرّية واستقلال البلاد ، وقد استشهد خلال الكفاح البطولي العديد من المناضلين من بينهم المناضل الكبير السيد محمد عبدالله حسن الذي نادى بالاستقلال والوحدة في جميع الأجزاء الصومالية المحتلة، وقد ساهم مع غيره من رفاق السلاح بممارسة ضغوط على المستعمر سلمياً ثم عسكرياً بغية نيل الحرية والاستقلال..
وفي مدينة بربرة، ونواحيها، برزت حركة وطنية بقيادة الشيخ بشير شيخ يوسف، وكان هدفها إجلاء الاستعمار من أراضي الصومال كاملة، وبعد كفاح استشهد الشيخ بشير، وذلك عام 1947م.
وكان دور الشعراء والإعلاميين والمثقفين لافتا بالنسبة للانشطة الناضلية وبالفعل تعاطفوا مساندين مع حركة التحرر من أجل الاستقلال ، كما قدموا الكثير من المساهمات في إطار التعاطف القومي والانساني مع المناضلين ، إلى جانب ذلك شارك بقوة الشعراء الصوماليون في مواجهة الاستعمار، ومن هؤلاء الشاعراء محمد إسماعيل محمود (برخادش) وعبدالله سلطان (تيم عدى) حيث أدّيا على غرار زملائهم، دورًا رئيسيًا في النضال من أجل استقلال بشكل فعال في مقطوعات شعرية من الأغراض الوطنية والحماسية، لتثير تلك القصائد خلجان الشعب، وتلهب عواطفهم الوطنية ومشارعهم نحو حب الوطن، كل ذلك تحقق بشكل مباشر، وغير مباشر.
وكان فخامة رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود ، قد ألقى الليلة الماضية، بمناسبة ذكرى إستقلال المحافظات الشمالية، خطابا مؤثرا، حيث تناول دور الآباء والأجداد المناضليين، الذين أوصلوا البلاد إلى الحرية والسيادة، وكوّنوا دلة قوية عملت على التمسك بالوحدة.
الجدير بالذكر أن جمهورية الصومال الفيدرالية نالت استقلالها عام 1960م.