مقديشو 23 شوال 1446 هـ الموافق21 أبريل 2025 م (صونا) – نشر الكاتب والباحث عبد القادر علي معلم عبد الله ورقة بحثية بعنوان: “جهود الحكومة الصومالية في مواجهة التطرف: أبعاد فكرية وعسكرية ومالية”، تناول فيها مختلف جوانب استراتيجية الحكومة الفيدرالية في مكافحة الإرهاب.
وأوضح الباحث في ورقته كيف تبنّت الحكومة الصومالية نهجًا متعدد الأبعاد في مواجهة الإرهاب، يجمع بين المعالجة الأمنية والفكرية والمالية. وأشار إلى أن هذا البحث يسلّط الضوء على تطورات الملف الأمني في الصومال، ويقدم تحليلاً معمقًا للسياسات والإجراءات التي اتخذت خلال السنوات الأخيرة.
في البداية، أكد الباحث أن ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف تعد من أبرز التحديات التي تواجه الصومال، حيث أثرت بشكل كبير على أمن الدولة واستقرارها. وذكر أن الحكومة الصومالية قامت باتخاذ إجراءات شاملة لمكافحة الإرهاب، بدءًا من محاربة الفكر المتطرف وصولًا إلى تنفيذ عمليات عسكرية قوية لمكافحة الجماعات الإرهابية.
وأشار الباحث إلى أن الحكومة الصومالية تدرك أن محاربة الإرهاب لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل تشمل أيضًا المواجهة الفكرية والتوعوية.
وأوضح أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة الإعلام، تعاونتا مع العلماء والمؤسسات الدينية لإطلاق حملات توعوية واسعة تستهدف تفكيك الخطاب المتطرف. وأضاف أن الحكومة أنشأت مراكز لإعادة تأهيل المقاتلين السابقين، حيث تُركّز هذه المراكز على تصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال برامج دينية ونفسية وتعليمية.
وشدد الباحث على أهمية البُعد العسكري في جهود الحكومة الصومالية لمكافحة الإرهاب، حيث أطلق الجيش الصومالي في عام 2022 حملة عسكرية شاملة لتحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة مليشيات الشباب، بالتنسيق مع قوات الاتحاد الإفريقي. وأضاف أن هذه العمليات أسفرت عن تحرير العديد من المناطق وقتل الآلاف من مقاتلي الجماعات الإرهابية، مما ساعد في تقليص قدرتها على تنفيذ هجماتها.
من جهة أخرى، أكد الباحث على أهمية البُعد المالي في مكافحة الإرهاب، حيث تبنت الحكومة الصومالية إجراءات صارمة لمواجهة تمويل الإرهاب. وأوضح أن الحكومة أصدرت قانونًا لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بالإضافة إلى مراقبة شركات تحويل الأموال، وإغلاق الحسابات البنكية المشبوهة المرتبطة بالجماعات الإرهابية. كما أشار إلى أن هذه الإجراءات ساعدت في تقليص قدرة الجماعات الإرهابية على تمويل عملياتها.
وفي ختام ورقته، ألمح الباحث إلى الجهود المبذولة في إعادة الإعمار في المناطق المحررة، من خلال توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، وإعادة تشغيل المدارس والمراكز الصحية. وأوضح أن هذه الجهود أسهمت بشكل كبير في استعادة الثقة لدى المواطنين في الدولة.
واختتم الباحث ورقته بالتأكيد على أن الحكومة الصومالية حققت تقدمًا ملحوظًا في مواجهة التطرف، رغم بعض التحديات التي لا تزال قائمة. وأشار إلى أن التعاون بين الحكومة والمجتمع المحلي يعد من العوامل الأساسية في نجاح هذه الجهود.
اقرأ الورقة العلمية كاملة على صيغة بي دي إف
جهود الحكومة الصومالية في مواجهة التطرف أبعاد فكرية وعسكرية ومالية