أبوظبي 25 جمادى الآخرة 1447هـ الموافق 16 ديسمبر 2025م (صونا) – أعلنت دولة الإمارات، بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن تعهّد جديد بقيمة 550 مليون دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة التي أطلقتها الأمم المتحدة.
وتهدف الخطة إلى جمع 33 مليار دولار في عام 2026 لتقديم الإغاثة لما يقارب 135 مليون شخص في 23 عملية إنسانية حول العالم، بالإضافة إلى خطط مخصصة لدعم اللاجئين والمهاجرين. حيث تأتي الأولوية العاجلة لإنقاذ 87 مليون شخص يحتاجون إلى دعم فوري بقيمة 23 مليار دولار.
وتأتي هذه المبادرة تأكيدًا على النهج الثابت للدولة في دعم الجهود الدولية لإنقاذ الأرواح والاستجابة للكوارث والأزمات التي تواجه الشعوب الأكثر ضعفًا في مختلف مناطق العالم.
ويعكس هذا الدعم الدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز العمل الإنساني متعدد الأطراف، وتعاونها الوثيق مع وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرامج الإغاثة والتنمية العاملة في الميدان، لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجًا في الوقت المناسب، بما يتوافق مع توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتركيز على الاستجابة العاجلة والفعّالة.
وقالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في هذا الصدد:”تواصل دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الجهود الإنسانية العالمية، والعمل مع شركائنا في الأمم المتحدة لضمان وصول الإغاثة إلى الفئات الأكثر تضررًا. ويجسد هذا التعهد الجديد توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإيماننا العميق بضرورة التضامن الدولي والاستجابة للنداءات الإنسانية العاجلة بطريقة فعّالة ومستدامة تحافظ على كرامة الإنسان وتحمي حياته.”
ويأتي هذا التعهد امتداداً للجهود الإنسانية المستمرة لدولة الإمارات، التي قدمت أكثر من 375 مليار درهم من المساعدات الإنسانية والتنموية، وصلت إلى أكثر من مليار شخص حول العالم، بما في ذلك:
2.65 مليار دولار لإغاثة قطاع غزة، تمثل أكثر من 40% من المساعدات الدولية للقطاع، بما فيها أكثر من 100 ألف طن من المساعدات العاجلة؛ 784 مليون دولار للسودان منذ اندلاع النزاع في 2023، بإجمالي 4.24 مليار دولار بين 2015 و2025؛
105 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في أوكرانيا، بالإضافة إلى شراكة بقيمة 9 ملايين دولار مع مؤسسة أولينا زيلينسكا لدعم الأسر الحاضنة ورعاية الأيتام؛
دعم مستمر للقارة الأفريقية، بما يمثل أكثر من 40% من إجمالي المساعدات الخارجية الإماراتية خلال العقد الماضي، بإجمالي نحو 21 مليار دولار.
وأشاد شركاء دوليون بالدور الإماراتي. وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: ” تظهر المؤشرات لانهيار النظم الصحية قبل وقت طويل من وقوعها، حيث تتفشى الأوبئة وسوء التغذية ويرتفع عدد الوفيات التي كان يمكن تجنبها. وعلى الرغم من هذا، فعند تكاتف الجهود بإمكاننا إعادة توفير الخدمات وإنقاذ الأرواح.
وقدم مسؤل الصحة العالمية شكره لرئيس الدولة ولدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على دعمه الذي سيوفر رعاية صحية إنسانية هامة للملايين ممّن هم في أمسّ الحاجة لها”.
كما قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: “في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية وتراجع الموارد بشكل خطير يُمثل التعهّد السخي الذي قدمته دولة الإمارات شريان حياة يساهم في ضمان وصول المساعدات العاجلة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها. نتقدم بخالص الشكر لدولة الإمارات على دورها الإنساني الريادي في هذه الأوقات غير المسبوقة. كما نؤكد على استعداد برنامج الأغذية العالمي للعمل مع دولة الإمارات لضمان وصول هذا الدعم الضروري إلى ملايين الأشخاص ممن يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء في مختلف أنحاء العالم”.
ويأتي هذا الدعم امتداداً للشراكة الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات ومنظومة الأمم المتحدة الإنسانية، ويؤكد استمرار الدولة في لعب دور محوري في مواجهة التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحاً، وتعزيز قدرة المجتمع الدولي على حماية الأرواح، ودعم الاستقرار في المناطق المتأثرة بالأزمات، انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، بالحفاظ على النهج القيادي لدولة الإمارات في العمل الإنساني العالمي.
يُذكر أن الصومال تأتي ضمن الدول المستفيدة من هذه المساعدات الإنسانية، وكان دولة السيد حمزة عبدي بري، رئيس الوزراء بجمهورية الصومال الفيدرالية، قد استقبل قبل ايام في مكتبه، سعادة/ أحمد جمعة الرميثي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحث معه دعم الإمارات للجهود الإنسانية الرامية إلى إغاثة المتضررين من الجفاف في الصومال.
