مقديشو01 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 22 نوفمبر 2025 م (صونا)- تستعد العاصمة مقديشو لاحتضان المؤتمر الثالث لعلماء الصومال لعام 2025، المزمع عقده في الفترة من 24 حتى 27 نوفمبر في فندق الجزيرة، تحت شعار قوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، وبعنوان رئيس: تماسك المجتمع الصومالي واستقراره: المقوّمات والتحديات.
ويأتي انعقاد المؤتمر الجديد امتدادًا لمسار علمي وفكري بدأ منذ عام 2023، حين اجتمع علماء البلاد في المؤتمر الأول الذي عقد في الأول من رجب 1444هـ الموافق 23 يناير 2023، حيث ركّزوا حينها على الدور المحوري للعلماء في مواجهة الفكر المتطرف وبيان موقف الإسلام من مليشيات الخوارج.
وقد افتتح فخامة رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود أعمال المؤتمر الأول، مختتمًا إياه رئيس الوزراء السيد حمزة عبدي بري، قبل أن يقيم رئيس الجمهورية مأدبة عشاء على شرف العلماء المشاركين.
وفي المؤتمر الثاني الذي انعقد بين 29 يوليو والأول من أغسطس 2024، تحوّل النقاش العلمي نحو ملف الوحدة الوطنية تحت عنوان: “الوحدة الوطنية بين الواقع والمأمول في ضوء الإسلام”، حيث بحث العلماء مستوى الانسجام المجتمعي وآفاق تعزيز اللحمة الوطنية في ظل التحديات المتغيّرة. وكما جرت العادة، افتتح الرئيس المؤتمر الثاني، فيما اختتمه رئيس الوزراء، مع عشاء رسمي أقامه الرئيس تكريمًا للعلماء.
أما اليوم، ومع اقتراب انطلاق المؤتمر الثالث، تستعد الأوساط العلمية والدعوية والفكرية في البلاد لنقاش معمّق حول أسس بناء مجتمع متماسك، واستراتيجيات تعزيز الاستقرار الاجتماعي والفكري، ضمن مرحلة تعتبر الأكثر حساسية في تاريخ البلاد الحديث.
ويرى مراقبون أن هذا المؤتمر يحمل أهمية خاصة، ليس فقط لطبيعة محاوره، بل لكونه ينعقد في وقت يشهد فيه المجتمع الصومالي تحولات كبرى على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية، ما يجعل دور العلماء أكثر حضورًا وتأثيرًا.
وسيشارك في المؤتمر نخبة من كبار العلماء والدعاة وأهل الاختصاص، بتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ضمن سلسلة مؤتمرات تهدف إلى توحيد الصف العلمي وإسناد جهود الدولة نحو الاستقرار والتنمية.
وبهذا، يمضي مسار المؤتمرات العلمية للعلماء نحو مرحلة جديدة، تُعوّل عليها الأوساط الوطنية في ترسيخ خطاب الوسطية، وتعزيز التماسك المجتمعي، وبناء وعي ديني قادر على مواجهة التحديات الراهنة.
