مقديشو 14 شعبان 1446 هـ الموافق 13 فبراير 2025 م (صونا) –على مدى العامين والنصف الماضيين، أظهر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود التزامًا قويًا بتطوير بلادنا من خلال تنفيذ إصلاحات جوهرية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الأمن، والاقتصاد، والتعليم، والعلاقات الدولية. وقد تجلى هذا الالتزام بوضوح من خلال زيارته الأخيرة إلى أذربيجان، والتي تُعد من الزيارات التاريخية التي حققت إنجازات ملموسة على الصعيدين الثنائي والإقليمي.
أهمية زيارة الرئيس إلى أذربيجان
في إطار جهوده لتعزيز التعاون الدولي، وجذب الاستثمارات، ونقل التكنولوجيا الحديثة إلى الصومال، قام الرئيس حسن شيخ محمود بزيارة رسمية إلى أذربيجان، حيث التقى بنظيره إلهام علييف. وأسفرت المباحثات بين الجانبين عن توقيع اتفاقيات استراتيجية تغطي مجالات حيوية تسهم في نهضة الصومال، من أبرزها:
1. التعاون في المجال الدفاعي والأمني
نظرًا للتحديات الأمنية التي تواجهها الصومال، جاء الاتفاق على تعزيز التعاون الدفاعي مع أذربيجان كخطوة مهمة نحو تقوية قدرات الجيش الصومالي، وتبادل الخبرات والتدريب العسكري، والحصول على دعم تقني يسهم في رفع كفاءة القوات المسلحة الصومالية. يهدف هذا التعاون إلى تمكين الصومال من مواجهة التهديدات الأمنية والإرهابية بشكل أكثر فاعلية وتحقيق الاستقرار في البلاد.
2. دعم قطاع التعليم والتبادل الثقافي
شملت الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجال التعليم، حيث ستقدم أذربيجان منحًا دراسية للطلاب الصوماليين للدراسة في جامعاتها، بالإضافة إلى توفير فرص للتدريب والتأهيل المهني. كما تم الاتفاق على دعم البحث العلمي، وتبادل الخبرات بين المؤسسات الأكاديمية، وتشجيع الابتكار، مما يعزز جودة التعليم في الصومال ويؤهل الشباب لمستقبل أفضل.
3. تطوير قطاع الطاقة والبنية التحتية
يُعدّ قطاع الطاقة من الركائز الأساسية التي تحتاج الصومال إلى تطويرها لتحقيق التنمية الاقتصادية. وفي هذا الإطار، تم الاتفاق على شراكة استراتيجية بين الصومال وأذربيجان في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة. ستقدم أذربيجان الدعم الفني والاستشارات والاستثمارات اللازمة لمساعدة الصومال في استكشاف موارده الطبيعية، وتطوير بنيته التحتية في هذا المجال، مما سيسهم في تعزيز استقلاله الطاقوي، وخلق فرص عمل جديدة، وتحفيز النمو الاقتصادي.
4. تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري
ناقش الجانبان أيضًا سبل توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بما يشمل تشجيع الاستثمارات الأذربيجانية في الصومال، وتسهيل التبادل التجاري، ودعم المشاريع المشتركة في مختلف القطاعات. ويهدف هذا التعاون إلى تنويع الاقتصاد الصومالي، وتعزيز الإنتاج المحلي، وجذب مزيد من رؤوس الأموال الأجنبية.
انعكاسات الاتفاقيات على مستقبل الصومال
تمثل هذه الاتفاقيات خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة الصومال على الساحة الدولية، ودعم مسيرة التنمية والاستقرار. فمن خلال التعاون في مجالات الأمن، والتعليم، والطاقة، والتجارة، سيحصل الصومال على الدعم التقني والاستثماري اللازم لتحقيق أهدافه الوطنية في بناء دولة قوية ومستقرة اقتصاديًا وسياسيًا.
كما أن هذه الشراكة مع أذربيجان تعكس نهج الرئيس حسن شيخ محمود في تنويع علاقات الصومال الخارجية، وبناء تحالفات استراتيجية جديدة تعزز من قدرة البلاد على مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص الدولية.
تطلعات الشعب الصومالي
يبدي الشعب الصومالي تفاؤلًا كبيرًا بهذه الاتفاقيات، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة، وفتح آفاق جديدة ، وتعزيز الأمن والاستقرار. ومع استمرار الحكومة في تنفيذ الإصلاحات وتعزيز الشراكات الدولية، يتطلع الصوماليون إلى مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا لبلادهم.
ختامًا
تعكس هذه الزيارة التاريخية والاتفاقيات الموقعة التقدم الذي أحرزته الصومال على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومدى استفادتها من فرص التعاون والشراكات الاستراتيجية. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية والاقتصادية، فإن الصومال يسير نحو مستقبل أكثر إشراقًا، قائم على الاستقرار والتنمية والازدهار.
بقلم; عمر إبراهيم
مستشارمكتب رئيس الوزراء