مقديشو 06 شعبان 1446 هـ الموافق 05 فبراير 2025 م (صونا) –تعتبر العلاقة بين الصومال وجيبوتي علاقة أخوية متجذرة في التاريخ، قائمة على الثقافة المشتركة والمصالح السياسية المتداخلة. يجمع بين البلدين روابط قوية من حيث الشعب، اللغة، والعادات، مما يجعل علاقتهما متينة ومستقرة. وقد لعبت جيبوتي دورًا بارزًا في دعم الصومال بعد انهيار حكومته المركزية عام 1991، وساهمت بشكل كبير في إعادة بناء الدولة الصومالية.
دور الرئيس إسماعيل عمر جيله في المصالحة الصومالية
كان للرئيس إسماعيل عمر جيله دور محوري في حل النزاع الأهلي الصومالي وإعادة تأسيس مؤسسات الدولة. ففي عام 2000، استضافت جيبوتي مؤتمر “عرته”، الذي أدى إلى تشكيل الحكومة الانتقالية الصومالية برئاسة الرئيس عبد القاسم صلاد حسن. كان هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي يُفضي إلى إنشاء حكومة رسمية للصومال بعد سنوات من الفوضى والحرب الأهلية.
العلاقات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي
تعززت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من خلال الدور البارز الذي تلعبه السفارة الجيبوتية في مقديشو، والتي تعمل على تقوية أواصر التعاون بين الدولتين في مختلف المجالات، منها:
التعاون الأمني والعسكري: تشارك القوات الجيبوتية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (AMISOM، والآن ATMIS) وتعمل جنبًا إلى جنب مع القوات الصومالية لضمان الأمن والاستقرار، خصوصًا في محافظة هيران .
التجارة والتعاون الاقتصادي: هناك تبادل تجاري متزايد بين البلدين، حيث تُعتبر موانئ جيبوتي نقطة عبور رئيسية للبضائع القادمة إلى الصومال، مما يعزز التكامل الاقتصادي بين الدولتين.
التعليم والتنمية الاجتماعية: توفر جيبوتي منحًا دراسية للطلاب الصوماليين، مما يعزز التعاون في مجال التعليم ويمنح فرصًا تعليمية لشباب الصومال.
مكانة الرئيس جيله في قلوب الصوماليين
يحظى الرئيس إسماعيل عمر جيله بتقدير واحترام كبيرين من قبل الشعب الصومالي، نظرًا لدعمه المستمر لقضايا الصومال وسعيه لتحقيق الاستقرار فيه دون التدخل المباشر في شؤونه الداخلية. كما تُعتبر جيبوتي دولة صديقة وحليفة دائمة للصومال، حيث قدمت دعمًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا كبيرًا للصومال خلال أزماته.
الخاتمة
تتميز العلاقات بين الصومال وجيبوتي بأنها أخوية وعميقة الجذور، تقوم على التعاون السياسي، الاقتصادي، والأمني. وقد لعبت جيبوتي، بقيادة الرئيس إسماعيل عمر جيله، دورًا رئيسيًا في المصالحة الصومالية وإعادة بناء مؤسسات الدولة. كما أن السفارة الجيبوتية في مقديشو تسهم بشكل فعّال في تعزيز هذه العلاقات. ومن المتوقع أن يستمر التعاون بين البلدين ليشمل مجالات أوسع، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
بقلم: عمر ابراهيم
مستشار مكتب رئيس الوزراء