الدوحة 28 جمادي الأولى 1445 هـ الموافق 12 ديسمبر 2023 م (صونا) – أكد سعادة السيد أبشر عمر جامع، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية الصومال الفيدرالية أن تعزيز الدبلوماسية الإنسانية أمر ملح لمواجهة التحديات الناجمة عن الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية حول العالم.
وقال معاليه في جلسة عقدت ضمن أعمال منتدى الدوحة تحت عنوان (وضع الناس أولا.. الدبلوماسية الإنسانية في عالم مليء بالتحديات): “إن الدبلوماسية الإنسانية تؤدي دورا مفصليا في مواجهة هذه الأزمات كونها تقوم على فكرة تعزيز الحوار والتعاون والتفاهم بين مختلف دول العالم ومختلف الأطراف المعنية”.
وأضاف أن الدبلوماسية الإنسانية تهدف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها وفي الحد من معاناتهم بطريقة فعالة وذات كفاءة.
كما أشار معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إلى أن الدبلوماسيين العاملين في المجال الإنساني يؤدون دورا مهما في مواجهة العوائق التي تقف في وجه إيصال المساعدات الإنسانية.
وأكد على أن إعطاء الأولوية للإنسان يعني تعزيز الشراكة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص أيضا.. معتبرا أن هذا الأمر يتطلب نسج تحالفات تتخطى المصالح الجيوسياسية وتعطي الأولوية لإنقاذ الأرواح ولتمكين الأفراد والمجتمعات.
وشدد في سياق متصل على أن التعاون متعدد الأطراف هو من المكونات الرئيسية للدبلوماسية الإنسانية كونه يسهم في مشاركة الموارد والتبادل والتعاون والتوصل إلى استجابة أكثر شمولية.
ونبه إلى أن الوضع السائد في غزة يكشف بجلاء الحاجة الماسة لإعطاء الأولوية للإنسان وتعزيز الدبلوماسية الإنسانية في هذا العالم المليء بالتحديات.. لافتا إلى أن النزاع المتواصل والأزمة الإنسانية المتفاقمة تسببا في استمرار معاناة سكان القطاع.
وأضاف أن على المجتمع الدولي الاعتماد على دبلوماسية فعالة لتحقيق التفاعل مع جميع الأطراف المعنية من أجل إيصال المساعدات الإغاثية الطارئة إلى سكان قطاع غزة.. داعيا في الوقت ذاته إلى مواجهة الأسباب الحقيقية للنزاع والحرص على حقوق جميع الضحايا بمن فيهم الأطفال والجماعات الأكثر تضررا.
كما دعا معالي السيد أبشر جامع إلى مواجهة التحديات التي تعيق فعالية الدبلوماسية الإنسانية من خلال التواصل والتنسيق والاستجابة وتسخير التكنولوجيا لتعزيز وتسهيل الجهود الإنسانية المبذولة مثل أنظمة الإنذار المبكر في المناطق الأكثر تعرضا للكوارث واستخدام منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز الوعي وجمع التبرعات أيضا.
وطالب في سياق متصل بضرورة تمكين المجتمعات المحلية في إطار منظومة العمل الإنساني وإشراكها في عملية صنع القرار، معتبرا أن المعرفة المحلية والحساسية الثقافية وصلابة المجتمعات هي عوامل مهمة لا بد من دمجها في الاستجابة الإنسانية لضمان توفير مساعدات مستدامة تتناسب مع طبيعة المجتمعات المحلية.