مقديشو 06 ذو القعدة 1444 هـ الموافق 26 مايو 2023 م (صونا) – تحل علينا اليوم السادس والعشرين من شهر مايو الذكرى الأولى لتعيين السيد مهد محمد صلاد رئيساً لجهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي ؛ خلال فترة وجيزة تمكن الرجل من تحقيق الكثير من المنجزات الأمنية على أرض الواقع أهمها تشريع القانون الجديد للجهاز الذي صادق عليه البرلمان الصومالي بغرفتيه الشعب والشيوخ بعد ٥٣ سنة إلى جانب سن قانون مكافحة الارهاب والمصادقة عليه وهو ماسبق بها مهد من أحدٍ من الرؤساء الذين تناوبوا على رئاسة الجهاز من قبله.
جاء السيد مهد صلاد على رأس الجهاز ووجّه جميع الكوادر بالاستمرار في ممارسة مهامهم وأداء واجبهم الوطني ؛ ناهيك عن جهوده الحثيثة في زرع الثقة فيما بين منتسبي الجهاز وضمان حقوقهم فكان له ما أراد.
شنت حكومة الرئيس حسن شيخ محمود حرباً ضروساً على مقاتلي مليشيات الشباب الإرهابية وفي المرحلة الأولى من الحرب استطاعت تقويض قُدراتهم ونفوذهم ولجهاز المخابرات دوراً بارزاً ؛ أضف إلى ذلك تنفيذ الضربات الجوية ضد الجماعات الارهابية باتقان وتفادي الضربات الخاطئة التي كانت تستهدف المدنيين في المناطق الريفية كما كان يحدث سابقاً.
إنّ مما لاشك فيه ولاريب هو تدني الهجمات الارهابية في العاصمة مقديشو وجميع المُدن وذلك بسبب اليقظة الأمنية لضباط وأفراد الأجهزة الأمنية المختلفة في مقدمتهم جهاز المخابرات ؛ كما ليس بخافٍ على أحد هبوط الموارد المالية للمليشيات الإرهابية وتحرير العديد من المناطق من سيطرتهم وإعادتها إلى حُضن الدولة بعد قُرابة خمسة عشر سنة عاثت المليشيات فيها فساداً في البرِ والبحر على غير هُدى وبإسم الدين كذباً وبهتاناً.
في العاصمة مقديشو نفذ رجال المخابرات عمليات أمنية مخطط لها بإحكام استهدفت عدد الأوكار في عدة مديريات نتج عنها ضبط أسلحة ومعدات ومواد متفجرة مدفونة تحت الأرض وإحالة المتهمين إلى القضاء ؛ وللمخابرات الصومالية تنسيق وثيق مع الدول الداعمة للصومال في مكافحة الإرهاب أسفر عنها توجيه ضربة قاسية للخلايا الإرهابية هي الأولى من نوعها.
نفذ الجهاز وحتى اللحظة يُنفذ دوريات في الشوارع والأحياء السكنية بالعاصمة لتعقب الخارجين عن القانون وتثبيت الأمن وتوعية المواطنين وتمكّن من زرع الثقة بالمواطن ما أدّى ولأول مرة تعاون المجتمع مع رجال المخابرات والأمن وتزويدهم بالمعلومات.
إهتم رئيس المخابرات بتوسيع نطاق عمل الجهاز ورفع كفاءة كوادره ؛ وركّز أيضاً باهتمام بالغ العمل المخابراتي وأنشأ غرفة قيادة العمليات المشتركة للأجهزة الأمنية المختلفة.
أما في المجال الأكاديمي فقد اهتم بدعم وتطوير المعهد العالي للدراسات الأمنية وذلك بأن ألحق عددا كبيرا من الضباط للدراسة والإستفادة من البرامج العلمية والتدريبية المتخصصة في مجالي الأمن والاستخبارات ؛ كما أنه ساهم في تطوير البحوث والدراسات الأمنية والاستراتيجية للمعهد.
يستحق رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني السيد مهد صلاد التكريم بأعلى الأوسمه للجمهورية التى استحقها بجدارة لما حقق من منجزات وطنية نقلت البلاد إلى مصافي الأمن والأمان كما كان ومازال له باع طويل في المصالحات الوطنية؛ آمنين وعن يقين أنه سيحقق المزيد من المنجزات خلال الفترات القادمة كونه رجل المرحلة.
يوما ما سيذهب السيد مهد صلاد تاركاً المنصب غير أنّه سيترك تاريخاً ناصعاً واثراً طيباً يكونا وسام شرف على صدره حتى يرث الله الارض ومن عليها ؛ ناهيك عن تربعه على قلوب الشعب الصومالي العظيم في داخل الوطن وخارجه.
من هو السيد مهد صلاد؟
مهد محمد صلاد هو أكاديمي وسياسي في العقد الرابع من العمر ولد في الأقاليم الوسطى وتلقى تعليمه الأساسي فيها أما تعليمه الجامعي فكان في مصر حيث تخصص في العلوم السياسية وحاز على درجة الماجستير .
كان نائبا في البرلمان الفيدرالي لولايتين متتاليين وفاز أيضا للولاية الثالثة إلا أنه تنحى عن عضويتة في مجلس الشعب (البرلمان) الحالي لتقلده منصب رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني .
شغل مهام نائب وزير الخارجية الصومالي في الفترة من 17 يناير/ كانون الثاني 2014 إلى 5 فبراير/ شباط 2015 ؛ وتقلد مهام وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية من 6 فبراير/ شباط 2015 حتى الشهر نفسه من 2017 خلال فترة الرئاسة الأولى للرئيس حسن شيخ محمود وهو من المقربين له وعضو بارز في حزب إتحاد السلام والتنمية الذي أسسه رئيس الجمهورية فخامة حسن شيخ محمود.
حسب ما أفادني مصدر موثوق مُقرّب من الرجل فإنه يتمتّع بشخصية قوية متزنة ورجاحة العقل وحكمة وحكنة القائد الناجح كما يملك مخزوناً علمياً وثقافياً هائلاً والعهد على الراوي الذي عهدته صادقاً.
بقلم الكاتب الأستاذ/ محمد حسن