مقديشو 01 شعبان 1444 هـ الموافق 21 فبراير 2023 م (صونا)- تحتفل الأكاديمية الصومالية للعلوم والثقافة والآداب باليوم العالمي للغة الأم ، حيث تعتبر حماية الللغة الصومالية، من مقومات [الأمن اللغوي والفكري].
أولا: الخلفية التاريخية.
اليَوم العالَمي للُغة الأُم (بالإنجليزية: International Mother Language Day) وهوَ الاحتفال السَنوي في جَميع أنحاء العالم لِتعزيز الوَعي بالتَنوع اللغوي وَالثقافي وَتعدد اللُغات، وقد اعتُبر 21 شباط[1] اليَوم العالَمي للغة الأُم، وقد أُعلن للمرة الأولى من قبل منظمة اليونسكو في 17 تشرين الثاني 1999م، ومن ثُمَ تم إقراره رسمياً من قبل الجَمعية العامة للأُمم المُتحدة، وقد تَقرر إنشاء سَنة دَولية للغات في عام 2008م.
ثانيا: أهمية اللغة الأم [الصومالية]
اللغة الأم [الصومالية] هي أول لغة يتعلمها الطفل الصومالي وتكون الأقرب إلى قلبه لأنها لغة أهله وأجداده وعليها تربّى ونشأ، ومنها تعلّم أول حروفه عند [الخلاوى القرآنية] ولفظ أول كلماته، هي ذاكرة الأرض والرابط الوثيق بها، هي اسم على مسمّى، فتكون الأغلى على قلبنا لأن ما من أغلى من الأم على قلب الإنسان.
اللغة الصومالية هي الرمز الوحيد للوحدة الوطنية، ومنبع الثقافة الشعبية، ومخرن التاريخ والآثار، والتقاليد، الآدب الصومالي، التراث القومي، الأعراف النبيلة أو العادات الحميدة لدى الشعب الصومالي.
ثالثا: التحديات والتهديدات تجاه [اللغة والثقافة]
لاشك أن هناك مخاطر وتحديات وتهديدات دولية وأخرى إقليمية أمام اللغة الأم الصومالية، منها، العولمة والحداثة المسمومة، وانتشار اللغات الأجنبية في البلاد، والذوبان الثقافي الغربي، والغزو الفكري الاستعماري الذي يروج ثقافة الغرب وأنماطها، ومنها، هجمة كثرة المناهج الأجنبية في الدوائر التعليمية الحكومية والأهلمية.
ومن التهديدات في الآونة الآخيرة هزالة الطبقة المثقفة والكادر الأكاديمي، ونحالة النخبة الصومالية تجاه اللغة ، فبعضهم يرون أنها لغة التخلف والاندثار، حيث يؤيدون باللغات الأجنبية كالإنجليزية، والإيطالية، والتركية، وهذا أمر خطير، لأن الأمن اللغوي مرتبط بالأمن الفكري، والأمن الفكري مرتبط بالأمن القومي(الوطني).
ومن التحديات والمخاطر إزاء اللغة الأم (الصومالية) احتكار اللغات الأجنبية في الأسواق ،وفي الشركات، وفي المرافق العامة، وفي المكاتب العامة والخاصة، وفي الدوائر الحكومية. فجميع المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية تشترط بتوظيف عمالها باللغات الأجنبية كالإنجليزية وغيرها من اللغات الغازية. فلا غرو أن هذه الفكرة تضيع التقاليد، والذاكرة والأنماط الفريدة في التفكير والتعبير في أوساط المجتمع . فالمواطن متعطش للغته الأم، وثقافته القومية، وتاريخه المجيد، وتراثيه الفريد، لا للغير.
” وبحسب تقارير منظمة اليونيسكو، فإن 40% من السكان حول العالم لا يحصلون على التعليم باللغة التي يتحدثون بها أو يفهموها. وتشير إحصائيات أجريت العام الماضي، إلى أن ما لا يقل عن 43% من اللغات المحكية في العالم والبالغ عددها حوالي 7000 لغة معرضة للاندثار”
والسؤال الذي يطرح نفسه فأين نحن من هذه الإحصائيات الدقيقة؟ وكيف نحتفظ بلغتنا الأم الصومالية؟ وهل لها علاقة قوية متينة بأمننا الوطني؟
اللغة الصومالية هي الهوية الصومالية لكنها تتعرض اليوم إلى الاندثار والزوال لأسباب كثيرة، منها غياب الوعي والثقافي، وغياب دور المؤسسات المعنية، والتدني الأدبي والثقافي لدى المجتمع الصومالي بشكل عام، ومنها ، التركيبة الاجتماعية والثقافية بهذا الوقت جزء من التدهور الفني والثقافي الصومالي. نعم، فهناك قلة اهتمام المواهب اللغوية، الأدبية والفنية لهذا الجيل الجديد.
رابعا: التوصيات.
فعلى الحكومة الصومالية بشتى دوائرها المعنية بالثقافة الصومالية، وعلى مقدمتها وزراة التريية والثقافة والتعليم العالي، و وزارة الاعلام والثقافة ، والأكاديمية الصومالية للعلوم، والثقافة، والآدب،والمسرح الوطني، والمتحف القومي، والمكتبة الوطنية.
١. المبادرة إلى دراسة عن أسباب التخلف والاندثار بدور اللغة الصومالية مع عدم ازدهار الفن الصومالي بعد رحيل الرعيل الأول.
٢. إحياء التراث الوطني والثقافي واللغوي من خلال دعم فريد وتشجيع وتدريب الفنانين الجدد في هذا العصر.
٣: إعادة وتفعيل دور المسرح الوطني الوطني والمتحف القومي.
٤: تعزيز السياسية اللغوية و الفنية وتخطيطها وتنفيذها ومراقبتها من منظور أمني فكري وثقاقي.
٤: تطوير وجودة المراكز والمعاهد البحثية والدراسية لتعليم وتطوير الفن ودعم الحكومة على الإنتاج والابتكار حول الأدب من خلال تشجيع الأدباء والفنانين لكي يَتكَّون الرصيد اللغوي والثقافي والفكري.
٥. مراجعة الثقافة ودورها في رقي الفن، وحفظ الهوية واللغة والتراث القديم ومسايرتها مع العصر الحديث تشبيعا مع رغبات الجيل البديل.
٦. تفعيل دور الأكاديمية الوطنية للعلوم والثقافة والآداب تجاه اللغويين، والشعراء، والأدباء، والمطربين والفنانين الجدد كبديل الأجدر.
٧. تفعيل دور الأمن القومي لحماية التراث من منظور الأمن الفكري.
بقلم الأكاديمي محمود علي آدم هوري.