مقديشو 27 رجب 1444 هـ الموافق 18 فبراير 2023 م (صونا)-في العام الحادي عشر من بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد وفاة زوجته صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة رضي الله عنها، وعمه أبي طالب في عام الحزن، أراد ربّنا عز وجل، أن يصطفي رسول الله صلى الله عليه وسلم من دون خلقه إلى رحلة أرضية من مكة إلى القدس.
وتوجه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذلك في ليلة سبع وعشرين من رجب قبل الهجرة بسنة على المشهور.
وعند وصوله إلى بيت المقديس، صّلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالأنبياء إماما، فدّل ذلك على أنه صلى الله عليه وسلم أفضلهم، ثم صعد مع ” جبريل” عليه السلام، إلى السموات جميعها، ومر بسدرة المنتهى، حتى وصل أخيرا إلى مقام لم يصل إليه مخلوق، فكلمّه ربّه تعالى..
وقال ابن حجر في شرحه على البخاري :” إن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسده ورحه، وإلى هذا ذهب الجمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين، وتواترت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك، إذ ليس في العقل ما يحيله حتى يحتاج إلى تأويل…
وفي تلك الليلة فرض الله على النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس في كل يوم وليلة، وذلك بعد مراجعته إلى مقام المناجاة أكثر من مرة عن تخفيف خمسين صلاة بأمر موسى عليه السلام…
وقصة الإسراء والمعراج داخلة في باب المعجزات، ولكل رسول معجزة، وهي أمر تعبدي يجب الإيمان بها، لأنها فوق مستوى عقول البشر “.