الدوحة 10 جمادى الآخرة 1443- الموافق 13 يناير 2022 (صونا)- ينطلق اليوم الخميس في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين تحت شعار“العلم نور“، وتمتد حتى الثاني والعشرين من يناير الجاري.
ويعرّف المعرض الذي تنظمه دولة قطر سنوياً، بإشراف وزارة الثقافة القطرية، بآخر ما أنتجته الإنسانيّة من ثقافة وعلوم وإبداع بجميعالمجالات.
ويضم المعرض أكثر من 430 ناشراً مباشراً، من 37 دولة، وتبلغ أعداد توكيلاته 90 توكيلاً بشكل غير مباشر.
ويقدم معرض هذا العام جدولاً حافلاً بالفعاليات الثقافية التي تسهم في تمكين رواده من صقل مواهبهم والكتاب من التواصل مع جمهورالقراء، والمثقفين من تبادل وجهات النظر والتجارب فيما بينهم.
وتشارك بالمعرض العديد من المؤسسات والوزارات القطرية ومكتبة قطر الوطنية، إلى جانب الحضور القوي لدور النشر القطرية، إذ ستشاركفي المعرض كل من دار الثقافة، ودار جامعة حمد بن خليفة للنشر، ودار كتارا للنشر، ودار جامعة قطر للنشر، بالإضافة إلى كل من دار روزا للنشر، ودار زكريت للنشر، ودار الوتد، ودار الشرق، ودار نبجة، ودار نوى للنشر.
وعلى مستوى المشاركات الخليجية والعربية، تشارك في المعرض الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووزارة التراث والثقافةبسلطنة عمان، وكذلك هيئة الشارقة للكتاب، بالإضافة إلى وزارات الثقافة في كل من المغرب والجزائر والسودان ومصر ممثلة بالهيئة المصريةالعامة للكتاب ودار الكتب المصرية، بالإضافة إلى جمهورية أذربيجان.
كما تشارك في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الجديدة العديد من السفارات العربية والأجنبية بالدولة ومعرض بولونيا الدولي،الذي يعتبر أهم معرض لكتب الأطفال في العالم.
وتكتسب الدورة الـ31 من معرض الدوحة الدولي للكتاب أهمية خاصة، إذ تأتي وقد أكمل المعرض خمسين عاماً من عمره، ما يجعله ذا تاريخعريق، إذ يعد أول معرض من نوعه يقام بدولة قطر، وكذلك على مستوى دول الخليج العربية، ولهذا دلالة كبيرة على أن دولة قطر لها تاريخعريق من الثقافة، وأنها مستمرة في عطائها لنشر الثقافة والمعرفة.
وقد اكتسب المعرض صبغة دولية بعد نجاحه في استقطاب أكبر وأهم دور النشر بالعالم، ليصار إلى تنظيمه سنوياً منذ عام 2002 بعد أنكان تنظيمه يتم كل عامين.
ومنذ عام 2010 يقوم معرض الدوحة الدولي للكتاب باختيار إحدى الدول لتحل عليه ضيف شرف، وفي هذا العام تستضيف الدورة الجديدةللمعرض، الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى كضيف شرف، وذلك على خلفية العام الثقافي قطر– أمريكا 2021.
وستشهد هذه الاستضافة عرضاً للثقافة الأمريكية وتقديم الإنتاج الفكري الأمريكي، إيماناً بأن الثقافات تتفاعل فيما بينها، وأن الكتاب وجهمن وجوه هذا الجود الذي يقدمه المبدع للشعوب حتى يكون الكتاب وسيلة تقارب فيما بينها ومؤشراً على تنوعها وتسامحها.
وعلى الرغم من احتياطات كورونا، فمن المتوقع أن تحظى النسخة الجديدة من المعرض بإقبال كبير من الجمهور من مختلف الأعمار الراغبينبالاطلاع أو اقتناء أحدث ما أنتجته المطابع، خاصة وأن النسخة الجديدة منه تأتي بعد إلغاء نسخة العام الماضي بسبب الاحتياطاتالصحية المرتبطة بفيروس كورونا.
ويأتي المعرض بعد عام ثقافي حافل في قطر، فالدوحة المأهولة بهواجس الإبداع والسبق في كل مجال ترتئيه ساحة لفعلها المؤثر، أعطتوتعطي على كل الصعد، وحين يتعلق الأمر بالثقافة والموروث وتعزيز الهوية العربية الإسلامية تفتح ذراعها لكل فكر وعقل يسوّق قناعتها بأنالثقافة الإسلامية، وجدت لتعيش كقيمة أصيلة لها فرادتها ضمن ثقافات العالم.
وضمن هذا الإطار، اختتمت الدوحة مع نهاية العام 2021، أكثر من 70 فعالية ثقافية، نظمتها كعاصمة للثقافة الإسلامية، انطلاقا من وعيهابأهمية رأس المال الثقافي، وضرورة إبراز التنوع الثقافي والحضاري الذي تتميز به.
وقد استهدفت هذه الفعاليات نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها، وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية في مجالاتالآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب.
وقبل ذلك في العام 2010 وفي إطار دورها كعاصمة للثقافة العربية، طوت الدوحة مسيرة حاشدة من المنشورات الأدبية والعلمية، والعروضالمسرحية للكبار والصغار والأسابيع الثقافية والحفلات الموسيقية والغنائية، مستهدفة من تنظيمها التواصل مع الساحة الثقافية العربية منجانب، ومع الحقل الثقافي العالمي المفتوح بأسره من جانب آخر.
وتسهم هذه الفعاليات – العربية والإسلامية – في تحقيق ما سُطر في إستراتيجية وزارة الثقافة للفترة 2018 – 2022، من أهمية توفير بيئةثقافية نامية وحاضنة لطاقات المجتمع القطري بمكوناته كافة، وتجعل قطر نموذجاً يحتذى به، ويؤدي دوراً ثقافياً انطلاقاً من منظومة قيميةحضارية إنسانية.
وفي سياق هذا المشهد الثري، ينطلق معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين وقد طوى مسيرة إبداعية عمرها نصف قرن،تميزت –ضمن أمور أخرى ـ بجلب ما أنتجته الإنسانية من ثقافة وعلوم وإبداع في جميع المجالات.
وإلى جانب معرض الكتاب والفعاليات الثقافية الأخرى، تتميز قطر بالعديد من المعالم والشواهد التي تعكس مكانة الثقافة في البلاد،ومنزلتها الراسخة والمرموقة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى وجود وزارة خاصة بالثقافة فقط في قطر، لدعم العمل الثقافي في جميع مظاهره والإشراف عليه،وإصدار الكتب والنشرات التي تتضمن تعريفاً بالدولة في مختلف النواحي.
كما حرصت الدولة على توفير مختلف أوجه الدعم المادي والمعنوي للناشطين في حقول الثقافة والمعرفة، حيث صدر في هذا الصدد القرارالأميري رقم 11 لسنة 2003 الذي نص على منح جائزة الدولة التقديرية للعلماء والمبدعين تقديراً لهم على مجمل عطائهم العلمي والإبداعي،ومنح جائزة الدولة التشجيعية للباحثين والمبدعين الواعدين من ذوي العطاء المتميز.
ويعتبر الحي الثقافي (كتارا) من أهم المعالم الثقافية في دولة قطر وأحد أكبر المشاريع ذات الأبعاد الثقافية المتعددة، بالدولة حيث يزورهالجمهور للتعرف على ثقافات العالم وآدابها وفنونها.
ومن بين الشواهد البارزة والناطقة بقوة المشهد الثقافي القطري، تأتي مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع،التي تضطلع بمسؤولية الحفاظ على التراث الوطني لدولة قطر، كما تعنى بنشر وتعزيز رؤية عالمية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخليج.
ومن الشواهد الثقافية المتميزة بقطر أيضاً، متحف الفن الإسلامي الذي يضم واحدة من أفضل مجموعات الفن الإسلامي في جميع أنحاءالعالم، تشمل روائع حقيقية قادمة من ثلاث قارات، تمثل التنوع الموجود في التراث الإسلامي.