مقديشو 21 ربيع الأول 1443- الموافق 27 أكتوبر 2021 (صونا)- إن التعافي والتطور الذي أحرزته جمهورية الصومال الفيدرالية على مدى الأعوام الماضية لم يقتصر على مجال بحد ذاته.
كل المجالات شهدت تقدما ملحوظا لكن بنسبه متفاوته، ولعل أبرز المجالات المتقدمة هي السياسة والأمن والاقتصاد والتعليم، والصحة، والرياضة، والزراعة.
يمتلك الصومال مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، وتشتهر بزراعة الموز ويعمل معظم سكان البلاد على مهنة الزراعة وتربية المواشي ،ويتعمد اقتصاد البلاد على إنتاج القطاع الزراعي بدرجة كبيرة.
وإذا سلّطنا الضوء على التقدم المحرز في مجال الزراعة فإننا نرى تقدما كبيرا في هذا المجال، كما نرى تجربة ذكية، ألا وهي الشروع في البيوت المحمية الزراعية التي تكثر يوما بعد يوم في العاصمة الصومالية مقديشو، ومناطق أخرى من البلاد.
فقد ساهم تطور وتحسين التعليم في إخراج كوادر طلابية متخصصة في المجال الزراعي ذات كفاءة عالية أسهمت في تعزيز هذا القطاع والعمل على تحديثه لمواكبة العالم .
الزراعة بالطريقه الحديثة التي اعتمدها الجيل الجديد، انتشرت مؤخرا وبشكل كبير في العاصمة مقديشو وبعض محافظات البلاد.
هذه الكوادر التي اعتمدت الطريقة الحديثة ساهمت في رفد الأسواق المحلية بالعديد من أنواع الخضروات والفواكه مثل الخيار والباذنجان والفلفل الأخضر والطماطم التي كان يتم استيرداها من الخارج.
كما ساهم ذلك في في خلق فرص عمل متنوعة لخريجي الجامعات في هذا المجال ورفد السوق المحلية بنوع جديد من الخضروات والفواكة يستهلكها المجتمع من أجل إدراجها في وجباتهم اليومية.
الإعتماد على الطريقة الحديثة في الزراعة تقلل العقبات التي تواجه الطريقة البدائية التي تعتمد على الأمطار ومياه الأنهار الموسمية بدرجة أساسية ،حيث تعتمد الطريقة الحديثة على الرأي والتقطير ولا تستهلك الكثير من المياه.
كما تساهم الطريقة الحديثة في الحفاظ على المحاصيل الزراعية من الحشرات والجراد كونها يتم زراعتها داخل البيوت المحمية التي تمنع وصول الحشرات إليها.
ومن فوائد الزراعة بالطريقة الحديثة إذا تم دعمها بشكل كامل وتبنيها، ستغطي في المستقبل القريب احتياجات سكان العاصمة مقديشو الذين يعتمدون منتجات محافظتي شبيلى السفلى والوسطى اللتين تعتبران من المناطق الزاراعية ذات البساتين والمزراع الكبيرة والتي يستغرق وصول الفواكه والخضرات منهما إلى قلب المدينة وقتا وجهدا.
كما أن الفيضانات تتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعة مما يؤدي إلى إرتفاع أسعارها ،بالإضافة إلى قطع الطرق التي تحول دون وصول المحاصيل إلى العاصمة.
ولعل من إنجازات المجال الزراعي البارزة هي نجاح تجربة زراعة الفرولة في البلاد لأول مرة ،وكذلك زراعة البطاطا داخل البلاد والتي ستساهم في الاستغناء عن تلك المستوردة من الجارة إثيوبيا .
إن الدعم الحكومي للمجال الزراعي غير كافٍ، وينبغي تضافر الجهود من أجل الاستفادة من إمكانيات الأجيال الجديدة التي تتسم بالنشاط والحيوية والقدرة على إحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي.
ويحمل شهر أكتوبر في طياته مناسبتين هامتين، وهما يوم المزراع الصومالي ويوم الغذاء العالمي في الـ15 والـ16.
إن القطاع الزراعي يعد هاماً جداً كونه مرتبطا بحياة البشر وينبغي تسليط الضوء على أهمية تطويره ودعم المزراعين من قبل الحكومة ورجال الأعمال.
وإذا تم منح قطاع الزراعة الألوية التامة فإنه سيساهم في مواجهة موجة الجفاف التي تجتاح البلاد، وتحدّ من نقص الغذاء لدى بعض الفئات ،كماسيعمل على رفع الاقتصاد الوطني، والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.
بقلم الكاتبة الصحفية : حفصة أحمد.