مقديشو 26 صفر 1442 هـ – الموافق 14 أكتوبر 2020 م (صونا) – قبل ثلاثة أعوام ، ارتكبت مليشيات الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة بأكبر مجزرة ضد الأبرياء من أبناء البلاد، حيث فجرت شاحنة كبيرة في منطقة ” زوبي ” بالعاصمة مقديشو، وراح ضحيتها مئات من المواطنين، بالإضافة إلى هدم مبان سكنية وتجارية جراء التفجير الدامي.
وتسبب الانفجار- الذي وقع في الساعة الثالثة والنصف مساء بالتوقيت المحلي – خسائر بشرية، ومادية حيث صنف أنه كان أقوي انفجار في الصومال حتى سمي ذلك اليوم ” السبت الأسود”.
وأعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا تفجير منطقة ” زوبي ”، وبعثت برقية عزاء في وفاة المواطنين، والشفاء العاجل للمصابين.
وقال فخامة الرئيس السيد محمد عبدالله فرماجو: ” إنه هجوم رهيب شنه عناصر من مليشيات الشباب الإرهابية على مدنيين أبرياء.”.
وتفقد فخامته على المستشفيات التي استقبلت جرحى تفجير منطقة ” زوبي ”، وتبرع بالدم لضحايا التفجير، داعيا إلى المواطنين بالعاصمة مقديشوالتبرع بالدم، ومساعدة المتضررين.
وقام الشعب بدوره – في الداخل والخارج- بتضافر الجهود من أجل إغاثة المنكوبين، حيث بدأ الشبان في العاصمة جهودا في التوعية التبرع بالدم، ومساهمة في نجدة منكوبي التفجير .
خسائر بشرية
وبعد إسبوع ، أعلنت الجهات المعنية عن الخسائر البشرية التى تسبب التفجير الإرهابي ، حيث عدد القتلى يصل إلى 500 شخصا، وعدد الجرحى 228، بينما فقد 56 آخرون جراء التفجير الإرهابي الذي نفذته مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة”.
وأضافت المعلومات من الحكومة أن 122 مصابا تم نقلهم إلى كل من جمهورية تركيا الصديقة، والسودان الشقيقة، وكينيا المجاورة، لتلقي العلاج اللازم.
خسائر المادية
عملت شبكة “غوب جوغ” المحلية إحصائية استغرقت ثلاثة أيام حول الخسائر المالية التى تسبب الانفجار، وعملت الشبكة مقابلة 80% من التجار.
وذكرت الشبكة أن انفجار 14 أكتوبر تسبب خسائر مالية لعدة أماكن تجارية، من بينها المطاعم، والفنادق، والمكاتب، ومحطات الوقود، حيث قدرت الخسائر المالية بـــ6,3مليون دولار. وربما الخسائر أكثر من ذلك.
الحكم على المتهمين بتفجير زوبي
أصدرت محكمة القوات المسلحة 6 فبراير 2018 أحكاما ضد متهمين بتفجير زوبي، حيث قضت المحكمة حكما بالإعدام شنقا على “حسن آدم اسحاق”، وحكمت على “عبدالله إبراهيم حسن أبسغي” بالسجن المؤبد، وثلاثة سنوات لعبد الولي أحمد ، بينما أطلقت المحكمة سراحهم كل من مختار محمود حسن روبلي، وعبدله عبدى ورسمي على.
وبعد ذاك الانفجار الإرهابي، عززت الأجهزة الأمنية والشعب التعاون الوثيق، ،وزاد كره المجتمع إلى مليشيات الشباب الإرهابية، كماعلمت العمليات القوات المسلحة على تصفية قيادين بارزين من فلول الشباب، حيث استسلم كثير من عناصر العدو إلى الدولة الفيدرالية.
ويرى خبراء الأمن أن فترة مليشيات الشباب على وشك الإنتهاء، وذلك بعد زيادة عمليات الحكومة الفيدرالية والأمريكية، وظهور مقاومة شعبية ضد الشباب من الأماكن التى تتواجد فيها فلول الإرهابيين.
هذا، وقد تستعد الحكومة الفيدرالية والشعب الصومالي اليوم الأربعاء الموافق الـ14 أكتوبر لمرور ثلاثة أعوام على التفجير الإرهابي ضد الشعب ، لتعبئة جماهيرية تضامنا مع أهالي ضحايا تفجير ” زوبي “، حيث من المتوقع الحضور المكثف إلى ميدان الحادثة، والعمل على الدعاء لأرواح الموتى، وسؤال المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء فسيح جناته.