مقديشو 17 شعبان 1446 هـ الموافق 16 فبراير 2025 م (صونا) – تواجه بلادنا الصومال واحدة من أخطر المراحل في تاريخها الحديث، حيث أصبح مصيرها معلقًا بين أن يكون وطنًا حرًا مزدهرًا، أو أن يظل رهينة لمليشيا باغية إرهابية تمارس القتل والتدمير الممنهج، وتنهب مقدرات البلاد. إن استمرار المليشيا الإرهابية في السيطرة على أجزاء من أراضينا الصومالية، والعمل على تقويض حضور دولتنا الصومالية، وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتهديد المصالح الدولية، يعني مزيدًا من الخراب والدمار، وغياب الدولة، وانهيار كل مقومات الحياة.
الصومال لا يمكن أن يظل أسيرًا لهذه الفئة الإرهابية التي تبرأت من الدين والإنسانية، وأمعنت في قتل وقهر شعبنا، فالصوماليون يُقتلون كل يوم ليس فقط بالرصاص، بل أيضًا، بتهجيرهم، بقتل أحلامهم، وبمصادرة حقهم في الحياة.
إن معركتنا اليوم ليست مجرد معركة عسكرية، بل معركة وجود وهوية، معركة بين الصومال الأصيل، وبين مشروع دخيل يسعى لاجتثاث هوية الصوماليين وتاريخهم ومستقبلهم، لذا فإن هذه المعركة ليست خيارًا، بل ضرورة حتمية، فإما أن نقف صفًا واحدًا لإنهاء هذه الحقبة السوداء، أو أن نبقى متفرجين على وطن يتمزق، وشعب يُباد، وتاريخ يُطمس.
لقد آن الأوان لأن نقف جميعًا صفًا واحدًا في مواجهة هذا العدو المشترك، فالوقت لم يعد يحتمل المزيد من الانقسام أو التراخي، وكل يوم يمر ولكلاب النار تواجد في أرضنا، يعني مزيدًا من الدماء، مزيدًا من الفقر، مزيدًا من الجهل، ومزيدًا من القمع والاستعباد.
ندعو كل صومالي حر، كل مسؤول وطني، كل صاحب ضمير، إلى تجاوز الخلافات والحسابات الضيقة والتوحد خلف قائدنا فخامة الرئيس الدكتور حسن شيخ محمود، القائد الذي رفع راية الجهاد في وجه هذه الفئة الباغية منذ أن انتُخب، وكان نتاج تلك الحرب الوطنية الصادقة تحرير أراضٍ كثيرة لم تطأها أقدام قادةٍ للبلاد سبقوا.
ندعو كل صومالي حر للتوحد خلف القائد الذي نجح برؤيته الطموحة أن أصبح الصومال عضوًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووافق مجلس الأمن الدولي بإجماع على رفع الحظر المتعلق باستيراد الأسلحة لقواتنا الأمنية، وذلك بعد أكثر من ثلاثين سنة من فرض حظر السلاح على وطننا الصومال وذلك منذ عام 1992.
هذه الإنجازات وغيرها تمت خلال الفترة الوجيزة الماضية، إن تحقيق هذا التقدم في ظل الظروف الصعبة يُعبر عن إرادة جبارة نحو النهوض والتطور من حكومتنا، وهي إنجازات تستحق الإعتراف والاحتفاء بها، فهي تُظهر قدرة وطننا الصومال وقادته على تجاوز العقبات وبناء مستقبل واعد لتحقيق هدف واحد لا يقبل المساومة: (استعادة الصومال ونفي الخوارج إلى مزبلة التاريخ)، فلا مجال للصمت، لا وقت للحسابات السياسية، ولا مكان للمتخاذلين.
أثبت الواقع أن فخامة الرئيس حسن شيخ محمود هو الفرصة الذهبية لهذا البلد وأهله، وإعادة الصومال إلى موقعه الأصلي في مصاف الدول. الوقت ينفد، والمماطلة تعني مزيدًا من الخراب، فإما أن نتوحد الآن، أو نخسر الصومال للأبد، وإلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
بقلم: معالي أحمد حسن آدم / وزير الثروة السمكية والاقتصاد الأزرق – جمهورية الصومال الفيدرالية