مقديشو 22 شعبان 1442 – الموافق 04 أبريل 2021 (صونا) – يعتقد الكثير أن مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة كانت تبحث عن أفراد محددين أو تستهدف أهدافًا محددة. على الرغم من أن معظم الصوماليين يدركون الآن أن هذه المليشيات المتطرفة ملتزمة بالإبادة الجماعية للشعب الصومالي ، صغارا وكبارا ، يعتقد البعض منا، أن الشباب لا تريد ذلك، وعندما تتحدث معهم حول قضايا معينة يقولون: “لايعنيني هذا .”، كم عدد الذين لم يتورطوا في شيء ، تم ذبحهم على أيدي الإرهابيين ؟.
من المهم أن تنظروا إلى التفجيرات الدموية المنسوبة لهذه الحركة التي تسببت في تصفية المدنيين، والأعيان.
والساعة السابعة، مساء أمس السبت بتوقيت مقديشو، فجر انتحاري يائس مطعما صغيرا، يرتاده الشبان وأهالي منطقة حي شنغاني بمقديشو ، مما أسفر عن مصرع ستتة أشخاص من بينهم طفل، إضافة إلى ذلك، فإن المتضررين كانوا من الشبان المثقفين الباحثين عن فرص العمل نظرا لخبرتهم الأكاديمية، وحقا فقدنا أشبالا من هؤلاء جراء هذا التفجير المروع الذي تنفذه فلول مليشيات الشباب.
وقبل أيام مضت، فإن العناصر الإرهابية هاجمت معطم ” لول يماني ” بمديرية حي حمر ججب بالعاصمة مقديشو، واستهدفت أيضا شبانان مثقفين، وأدى ذاك الهجوم الانتحاري إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، ولكن الحياة تعود دائما وبإصرار الشعب علي المضى قدما، والعمل على مواجهة الإرهاب والتطرف.
قرائي الأعزاء، دعوني لا أخبركم فقط عن التفجيرات المروعة التي وقعت في وطننا الحبيب وفقدنا جرّاها أحباءنا الذين كانوا يكافحون من أجل أن نعيش حياة كريمة، ولكنهم لقوا مصرعهم جراء الاغتيالات التي حاكتها العناصر المتشددة، ولكن فكروا قليلا، ولو لبضع ثوان في ما خلّفته هذه التفجيرات الإرهابية، هل غيرت إصرارنا، وعزيمتنا تجاه ولائنا للإنجازات الكبيرة التي تتحقق في بلادنا، ومنذ الفترة، كانت حركة الشباب المتشددة تفتفخر بإراقة الدماء، ولكن الحقيقة ، لم تحرك ساكنا، وأصبحنا في أحسن الأحوال، مهما حاولوا من إعاقة، وتدمير، والحمد لله، وكل شيء على ما يرام.
ومليشيات الشباب، تريد قتلي، وقتلك، وأن يعدموا جميع الصوماليين ، ولا يميزن، وهم ضد كل مواطن صومالي، وهم يغتالون البائعين، والمتسوقين، وأطياف المجتمع، وقديما، كم من أب وأم تعرضوا لتفجيراتهم الشنيعة ، حيث تركوا ورءاهم أيتاما.
لا أستطيع أن أنسى. لستُ وحدي ، بل أنتم لا تنسون أيضا، لدينا ذكريات مؤلمة بالنسبة للتفجيرات على سبيل المثال، تفجيرات معطعم “جلاتو دافينو”، وتفجير “إكس كنتورول أفجوي، وحادثة 14 أكتوبر المأساوية، وما جرى قبل أعوام حول تفجير ” هرغها سامها”، كل هذه التفجيرات استهدفت المدنيين الأبرياء، وبخاصة الشبان، وطلبة المدارس والجامعات، وكيف ننسى أيها القراء، تفجير فندق ” شامو”، الذي أودي بحياة أولي التعلم، وهل ننسى تلك التفجيرات؟.
وهدفي، ليس بتعداد التفجيرات التي نفذتها مليشيات الشباب ضد بلادنا، ومنذ ظهورها المشؤوم، وتاريخها المظلم، فهي لا تعد ولا تحصى، ولكن نتساءل، عدد الأشخاص الذين قتلوا على أيدي الإرهابيين، كم اغتيلوا في الخفاء، هذا أسوأ، أليس كذلك.
ما ذا يجب علينا، علما أن أصدقاء كُثر ، فقدنا جراء الاغتيالات الماكرة، يجب علينا أن تتضافر جهودنا، وتتوحد قوانا، وأن نكون يدا واحدة، تواجه فلول هذه العصابة الإجرامية، ونعمل سويا لتحرير المناطق القليلة المتبقية على أيدي المرتزقة في جنوب ووسط وشرق البلاد.
وأخيرا، نؤمن بأن موتانا هم شهداء، ونسأل الله المولى عز وجل لهم أن يتغمد فسيح جناته ، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يخزي كيد الخوراج الظالمة التي تستبيح دماء شعبنا.
بقلم : الصحفي محمد عبد القادر سعدال