مقديشو 12 شعبان 1444 هـ الموافق 04 مارس 2023 م (صونا) –لم تكتفي عناصر مليشيات الخوارج المرتبطة بتنظيم القاعدة بإغلاق بيوت الله ومنع الأهالي من الاقتراب من دُور العلم الشرعي والنظامي فقط بل فرضت عليهم دفع الأموال إجبارياً مقابل بنائها.
من أغرب القصص التي وثقتها وسائل إعلام الدولة خلال جولتها في المناطق المحررة من مليشيات الخوارج هي فرض تلك المليشيات أموال طائلة مقابل قيام الأهالي ببناء بيوت الله.
هذه الواقعة الغريبة حدثت في منطقة “عيل مُلق” التابعة لمدينة آدم يبال بمحافظة شبيلى الوسطى تبين مدى إنتهاك عناصر مليشيات الخوارج حرمة الدين الإسلامي الحنيف من خلال منع إقامة بيوت الله.
منعت مليشيات الخوارج أهالي المنطقة من بناء مسجد لإقامة الصلوات فيه وأشترطت عليهم دفع الأموال التي تساوي تكلفة البناء مقابل السماح لهم في عملية البناء،ودفع نفس القيمة التي يتقاضها العمال للقياداتهم.
شروط تعجيزية تضعها الخوارج مقابل بناء بيت الله ،وهذا دليل واضح على مدى بعدهم التام عن قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على إقامة بيوت الله وعمارة الأرض وإصلاحها.
لم تكتفي مليشيات الخوارج المرتبطة بتنظيم القاعدة بالإفتراء والكذب على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بل عملت على إغلاق بيوت الله ومنع الأهالي من الاقتراب من دُور العلم الشرعي والنظامي.
أوضح السكان المحليون في المناطق المحررة من قبضة مليشيات الخوارج المرتبطة بتنظيم القاعدة، أن الإرهابيين قاموا بتحويل بيوت الله إلى مستودعات، ومكاتب لتعبئة الإتاوات التي فرضتها على الأهالي، حيث منعوا الأهالي من الاقتراب من دُور العلم الشرعي والنظامي.
ويقول شهود عيان في منطقة ” أدن يبال ” بإقليم شبيلي الوسطى، والمحررة من براثن العدو الإرهابي :” إن المليشيات الإرهابية جعلت إحدى المساجد الكائنة هناك، منازل يأوي إليها مقاتلوها الذين كانون يمتصون بدماء الشعب الصومالي العزل”.
ويضيف الشهود، أن المتمردين عبثوا ببيوت الله، وحولوها إلى مكاتب للتحاكم وفقا لأيدلوجياتهم التكفيرية، ونشر التشدد، والظلامية في أوساط المجتمع الريفي.
ودعا البيان الختامي لمؤتمر علماء الصومال الذي استمر لمدة أربعة أيام في مقديشو إلى محاربة تنظيم “مليشيات الشباب” و”داعش” موضحا أنهما جماعتان مجرمتان مارقتان من الخوارج ،لا تتمتعان بأي شرعية دينية ووجوب رفض تفسيراتها التي لا أساس لها من الصحة لديننا الإسلامي.
كما اعتبر أي نوع من أنواع التعامل مع هذه الجماعات الخوارج وإخفاء أي عضو منها ممنوع ومحرّم شرعا، وضد السلوك الحسن في الدين الإسلامي.
الجدير بالذكر، أن قادة مليشيات الخوارج، يواجهون حاليا، أسوأ سيناريو بسبب الثورة الشعبية والتزام الحكومة الفيدرالية بالقضاء على الإرهابيين من خلال الحصول على دعم الشركاء الدوليين الذين يقومون بضربات جوية ضد قادة الإرهابيين