مقديشو 27 صفر 1441 – الموافق 26 أكتوبر 2019 (صونا) كانت العاصمة الصومالية مقديشو في الـ18 من شهر أكتوبر الجاري مع موعد هام لعودة أهم معالمها التاريخية والوطنية ،التي تمثل رموز النضال والكفاح ضد الاستعمار الأجنبي لنيل الحرية.
مثل هذا اليوم منعطفاً هاماً في تاريخ البلاد والشعب الصومالي على حدٍ سواء ، فلقد عاد المناضلون والأبطال التاريخيون إلى تبوأ مواقعهم التذكارية في العاصمة مقديشو مجدداً بعد غياب طال انتظاره .
واليوم يمكن للشعب الصومالي بكافة أطيافة رؤية جميع النصب التذكارية لكل من المناضلة حواء تاكوا،والمناضليين أحمد غُري ،والسيد محمد حسن،وطجحتور، بالإضافة إلى رابطة وحدة الشباب الصومالي ،فهولاء يحتلون مكانة عظيمة في نفوس الشعب ،ومصدر إلهام للأجيال القادمة.
وبذلت الحكومة الفيدرالية جهودا حثيثة في سبيل ترميم بناء جميع النصب التذكارية وإعادة الأبطال الوطنيين إلى مواقعهم ،في خطوة تمثل أهمية كبيرة على صعيد التاريخ واستعادة الصورة الجمالية للعاصمة مقديشو.
وكانت إعادة ترميم بناء جميع النصب التذكارية جزءًا من برنامج الحملة التطوعية التي دعا إليها رئيس الجمهورية فخامة محمد عبدالله فرماجو من أجل إعادة بناء وترميم المرافق العامة ،والتي تجري على قدمٍ وساق في كل من المتحف والمسرح والمكتبة الوطنية.
هذا البرنامج يجري بمشاركة جميع العاملين في مؤسسات الدولة ،واتحادات الشبان المختلفة ،حيث يبرز تعطش الموطنين إلى المساهمة في إعادة بناء وإعمار الوطن من خلال روح التكاثف والعمل الجماعي ومساندة الحكومة في كافة خطواتها الرامية إلى التقدم والازدهار.
ولاقت خطوة إعادة ترميم بناء جميع النصب التذكارية ترحيبا شعبيا على نطاق واسع من مختلف أطياف المجتمع، كونها تصب في مصلحة الحفاظ على إحياء تاريخ البلاد وتمجيد الأبطال الوطنيين.
وقال رئيس الجمهورية فخامة محمد عبدالله فرماجو في كلمته خلال مناسبة الإفتتاح ” إن جميع النصب التذكارية تمثل فخرا لنا جميعًا، وللأجيال القادمة، والحفاظ عليها يذكرنا في مسيرتنا التاريخية ويلهم مستقبلنا”.
كما أعرب فخامة محمد عبدالله فرماجو عن فخره الشديدة في قيادة البرنامج التطوعي لترميم الآثار التاريخية والمرافق العامة الحيوية للبلاد.
وبالعودة إلى تاريخ المناضلين ولدت حواء عثمان تاكو في العاصمة مقديشو عام 1925، وكانت عرجاء في أحد رجليها، ولم يمنعها ذلك من أن تصبح مناضلة وأكثر الناشطات الصوماليات، وعرفت بالشجاعة والمناضلة من أجل طرد الإستعمار،واسشهدت في صباح الـ11 من يناير 1948 في اشتبكات وقعت بين المتظاهرين والقوات الإيطالية، وقد أقيم نصب تذكاري للبطلة يبرز صورة لها وهي ترمي أحجارها على المستعمرين.
وولد المناضل السيد محمد بن عبد الله حسن في الـ7 أبريل 1856،وكان قائد الجهاد ضد الاحتلال البريطاني والإيطالي والإثيوبي في الصومال في مطلع القرن العشرين، ولقبه البريطانيون ب”الملا المجنون”، ولكنه كان زلزالا أوجع الغزاة الأجانب ضد ترابنا الطاهر.
وفي 11 يناير 1904 م (20 شوال 1321 هـ) قامت قوات الإحتلال البريطاني بمهاجمة قوات الدراويش التابعة للزعيم الصومالي “السيد محمد بن عبد الله حسن” ، وأوقعت إصابات بالغة بين قواته ،ولجأت بريطانيا إلى القصف الجوي، حيث يعتبر الصومال أول بلاد إفريقي يتعرض لغارة جوية من قبل الغزاة البريطانيين.
ولد المناضل أحمد بن إبراهيم الملقب بأحمد جري ( الأعسر) بمقاطعة هرر عام908ھ ( 1500م) .
كان الإمام من أشد الناس تدینا وإيمانا برسالته في الدعوة إلی دین الله ، مكرسا حياته وماله في سبیل نشر الدعوة الإسلامية وإعلاء كلمة الله .
أرسلت برتغال قوة عسكرية مؤلفة من 450 جنديا بالسلاح الحديث لمناصرة وتأیید مطالب الملك الحبشي جلادیوس . فكان حصار بحري من نصاری البرتغال وبالتعاون مع الجيوش الإيثوبية بالإضافة إلی أزمات داخلیة كان یعانیها الإمام أدت إلى إضعاف قوته الحربیة ، ومع هذا قام بعدة معارك انتهت بأن أطلق علیه طلقات ناریة ذهبت بها روحه الطاهرة إلی ربها في عام 1553م.
وقد تأسس نادي الشباب الصومالي SYL عام 1943 بصورة ثقافية في الأقاليم الجنوبية، وتم توقيع الطلب من المنسق السياسي للاستعمار البريطاني آنذاك، والمؤسسون لهذا الحزب كانوا ثلاثة عشر شابا من الشباب الصوماليين ينتمون إلى الأسر الفقيرة والمتوسطة ،وكان هدفهم تحرير الوطن من الاستعمار وتوحيده تحت راية واحدة.
وهكذا، رحبّ المواطنون الصوماليون بهذه الخطوة الهامة لإعادة معالم التراث وتاريخ الشعب الصومالي في وقت تحقق الحكومة الفيدرالية إنجازات عظيمة في المجالات المختلفة من تحسين الاقتصاد الوطني، واستقرار البلاد، بالإضافة إلى إعادة إعمار الجمهورية.
بقلم : حفصة أحمد