مقديشو 22 شعبان 1445 هـ الموافق 3 مارس 2024 م (صونا) – في منطقة كحدا المأهولة بالسكان في مقديشو، نشأت مبادرة تعليمية رائعة وهي بمثابة شهادة على القدرة على الصمود، وثمرة التعاون المجتمعي، وأصبحت مدرسة الشيخ عمر فاروق، وهي مشروع تنفذه منظمة التعاون الإسلامي، منارة أمل للمجتمع المحلي، وذلك بفضل الدعم الثابت الذي يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، من المملكة العربية السعودية.
تأسست مدرسة الشيخ عمر الفاروق عام 2014، وتضم تسعة فصول دراسية مجهزة تجهيزاً جيداً، وتقع في موقع مميز بالقرب من مخيمات النازحين في كحدا وهو حي مزدهر يقدر عدد سكانه بنحو 300 ألف نسمة، لكن هذه المدرسة ليست مجرد مدرسة بفخامة مبناها؛ فهي صرح علمي يمثل شريان الحياة للعائلات التي عانت من النزوح والمصاعب.
كان الوضع الاقتصادي في هذه الزاوية من مقديشو متدهورا جدا. وقد واجهت الأسر النازحة التي فرت من الصراع وعدم الاستقرار، حالة من عدم اليقين والفقر قبل أن تغير مدرسة الشيخ عمر فاروق تلك الرواية، وبثت حياة جديدة في المجتمع وذلك من خلال توفير فرص عمل مستقرة، حيث أن جميع المعلمين وعمال النظافة والحراس في المدرسة ينحدرون من المجتمع المحلي، إن التزامهم وتفانيهم لم يؤدي إلى تحسين عمليات المدرسة فحسب، بل أدى أيضًا إلى رفع آفاقهم الاقتصادية.
أصبحت المدرسة مركزًا للتوظيف، مما عزز الشعور بالملكية والفخر، كما وجدت الأسر المستفيدة الأمل في شكل دخل ثابت، وكان وجود المدرسة يعني أن الآباء يمكنهم إعالة أطفالهم، مما يضمن مستقبلًا أكثر إشراقًا. امتد التأثير المضاعف لهذا الاستقرار إلى ما هو أبعد من جدران الفصل الدراسي.
ولم تتوقف مدرسة الشيخ عمر الفاروق عند التمكين الاقتصادي، لقد حفزت ثورة تعليمية في المنطقة، فالأطفال الذين كانوا يفتقرون ذات يوم إلى التعليم الجيد أصبح لديهم الآن مكان للتعلم والنمو والحلم، ولاقى التزام المدرسة بالتميز وترك صدى لدى أولياء الأمور.
وقد لعبت المملكة العربية السعودية، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، دوراً محورياً في جعل هذا التحول ممكناً. وكان دعمهم الثابت – المالي واللوجستي على حد سواء – فعالاً في تحويل الرؤية إلى واقع، ومن خلال الاستثمار في التعليم، استثمرت المملكة العربية السعودية في مستقبل التعليم في الصومال.
وفي الختام، تقف مدرسة الشيخ عمر الفاروق شامخة كرمز للأمل والصمود والتعاون. إنه يذكرنا بأن التعليم يتجاوز الحدود وأن الشراكات يمكن أن تحدث تغييرًا دائمًا.
مع شروق الشمس فوق مقديشو، تمتلئ الفصول الدراسية بالمدرسة بالمتعلمين المتحمسين، ويتجذر الوعد بغد أكثر إشراقًا.