مقديشو 5 شوال 1441 هـ – الموافق 27 مايو 2020 م (صونا)- يُعرف الوعي بأنه إدارك الإنسان لما يجري من حوله والعلم به ، وقد اختص الله البشر بالوعي عن غيرهم من المخلوقات ،حيث يساعدهم على اختيار القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، وتجنب كل ما من شأنه أن يضر فيهم وبالصالح العام.
الوعي الفردي والمجتمعي يكملان بعضهما البعض، فالوعي المجتمعي يأتي من الوعي الفردي ،لذلك من الضروري جداً أن يكون الفرد واعياً حتى يصبح المجتمع واعيا.
وفي الوضع الراهن الذي نعيشه اليوم مع تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” حول العالم يتطلب منا كأفراد أن نكون أكثر وعياً لمواجهة هذا المرض الذي فتك بالعديد من البشر في بقاع الأرض .
هذا المرض الذي عجز الأطباء عن إيجاد علاج له حتى الآن يمكن تجنبه عن طريق إتباع الإرشادات الصحية والوعي بمدى خطورة المرض والعمل على احتواء تفشيه .
ومع بدأ دول كثيرة في العالم بالتخفيف من الإجراءت الاحترازية لهذا الوباء الذي أثر بشكل كبير على جميع مجالات الحياة المختلفة أبرزها الإقتصاد والتعليم والصحة .
وتسعى دول أخرى إلى إتخاذ خطوات مماثلة في التخفيف من الإجراءت الإحترازية وعودة الحياة إلى طبيعتها حيث تقتضي الضرورة ذلك بسبب الثأثير الكبير لجائحة كورونا على سير الحياة .
ومرحلة عودة الحياة إلى طبيعتها تتطلب من المواطنين وعياً أكثر بهذا المرض حيث يكون المواطن المسؤول الأول عن تصرفاته تجاه حماية المجتمع من تفشي الفيروس.
إن رفع القيود والإجراءت الإحترازية لا تعني بالضرورة إنتهاء الوباء مطلقاً ربما يكون الفيروس قد بدأ بالإنحسار تدريجياً في عدة دول لكن لم يتم التوصل لعلاج له حتى الآن.
وتسعى الحكومة الفيدرالية إلى توعية المجتمع حول الفيروس التاجي وأساليب الوقاية منه ،حيث عينت لجنة توعية بقيادة وزير الإعلام والثقافة والسياحة معالي محمد عبدي حير ماريي،تقوم هذه اللجنة بحملات توعية للمواطنين بكافة المديريات.
وإلى جانب اللجنة الحكومية توجد هناك مبادرات شبابية طواعية تسعى إلى توعية المجتمع حول فيروس كورونا المستجد ،من منطلق تحمل المسؤولية تجاه الوطن .
يوجد في المجتمع صنف غير واعي يتجاهل الإرشادات الصحية لهذا المرض لذلك ينبغي تضافر الجهود الفردية والحكومية لتثقيف وتوعية جميع فئات المجتمع للوقاية من فيروس كورونا وخلق الوعي لدى المجتمع .
المرحلة المقبلة تتطلب وعياً أكثر من الجميع على حدٍ سواء ،إن إتباع الإجراءت الصحية تساهم بشكل كبير في إحتواء تفشي المرض .
إن هذه الإجراءات من غسل اليدين بالماء والصابون بشكل منتظم ،والحفاظ على مسافة آمنه من الآخرين ،وتغطية الفم والأنف عند العطس والسعال ،والتباعد الإجتماعي كفيله بتجنيبك الإصابة بفيروس كورونا.
الوعي أساس تقدم المجتمعات وازدهارها لنحرص على توعية أنفسنا أولاً والآخرين من حولنا حتى تنتهي هذه المرحلة الصعبة بأقل خسائر ممكنة.
إن الوطن يستحق منا بذل كل الجهود المتاحة من جميع الأفراد والتي تساهم في تجاوز المرحلة الراهنة والمضي قدماً نحو التقدم والازدهار.
لنضع أيدينا على يد الحكومة ولندعم كافة جهودها التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن من خلال استشعار المسؤولية، والتقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، والالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة.
بقلم : الكاتبة الصحفية حفصة أحمد.