مقديشو 24 جمادى الأولى 1444- الموافق 18 ديسمبر 2022 (صونا)- يحفتل العالم الإسلامي، اليوم الأحد، باليوم العالمي للغة العربية الموافق لـ18 ديسمبر من كل عام.
وفي الصومال، كانت اللغة العربية تتربع مكانة رفيعة في قلوب الصوماليين لما لها من طابع قداسة، لأنها لغة مصادر التشريع في الإسلام، (القرءان والسنة وما بعدهما) ولأنها لغة هوة عند المسلمين أكثر منها لغة التواصل، تتمتع اللغة العربية بأهمية كبيرة فهي أحد اللغات الرسمية وذلك لقدم الروابط التي تربط الصومال بالوطن العربي بالإضافة إلى التأثير الواسع للإعلام العربي المنتشر بالبلاد وكذلك التعليم الديني الذي يتلقاه الصوماليون في الصغر،يعود تواجد اللغة العربية في الصومال إلى وقت مبكر قبل خمسة آلاف سنة ويعتقد أن 30% على الأقل من مفردات الصومالية من أصل عربي، هذا بالإضافة إلى التقاليد والعادات المشتركة،اللغة العربية بالنسبة إلى الشعب الصومالي ليست مجرد لغة تجارة، وأداة تواصل بين هؤلاء و أولئك، كما قد يتصوره البعض، بل هي أبعد من ذلك، وتلعب دورها كوسيط في فهم وتفهيم كثير من القضايا العالقة، وكوسيط لفهم دينهم الحنيف، وكلام ربهم المنزل بلسان عربي مبين، لذلك فرضت العربية نفسها على أرض الواقع في الصومال
فهناك مقومات اللغة العربية في الصومال ويمكن أن نذكر نقاطا كالآتي:-
التعليم
ازاد الاهتمام بالثقافة العربية بفضل انتشارا متزايدا من جامعات و معاهد ومدارس تدرّس اللغة العربية بما يعكس حاجة المجتمع الماسة إلى تعلم اللغة العربية.
التجارة
لم تقتصر اللغة العربية على مجال التعليم فحسب كان لها صدى واسع ،فكانت لغة المراسلات التجارية، حيث كان تجار العرب يأتون إلى عدة مدن صومالية كانت تمثل بوابة الدخول والخروج من البلاد، لتصدير السلع المحلية من وإلى الخارج، وعلى الأخص إلى أرض مصر، والخليج العربي. وكانت تلك الرحلات التجارية بين السكان الصوماليين وتجار العرب قد وضعت الحجر الأساسي لنشر اللغة العربية بين القبائل الصومالية،ولا زال تحافظ على مكانتها حتى الآن بسبب موقع الصومال الاستراتيجي وترابط الصومال بالتجارة بالدول العربية وخاصة الخليجية.
وقال السيد إسماعيل يوسف عثمان مدير قطاع التعليم العالي والثقافة بوزارة التربية والتعليم الثقافة بجمهورية الصومال الفيدرالية : ” أهنئ الدول العربية، وخاصة جمهورية الصومال الفيدرالية، والتي تنتمي إلى جامعة الدول العربية فنحن في هذه المناسبة، نقول إن اللغة العربية كانت وما تزال رائدة في الصومال لأننا قبل كتابة اللغة اللاتنينية باللغة الصومالية كان أكثر الرسائل تستخدم باللغة العربية، كما أن تطور اللغة العربية فتجد أن اللغة الصومالية وعلى الرغم من كتابتها باللاتنية، إلا أنها ينطق بالعربية مثل ألف،وبا، وجيم، حتى بعض اللغات كالانجليزية، لا يوجد فيها كلمة ” ح” التي يوجد في لغتنا الصومالية. ”
وأضاف أن الحكومة المركزية كانت قد أطلقت حملة لتقوية اللغة العربية، وكنت ضمن المعلمين الذين يدرّسون اللغة، وبحكم كثرة حلقات المساجد، والمعاهد، والمصنفيين الذين كانوا يؤلفون كتبهم باللغة العربية، وقد حظي البلاد في ثمانينات القرن الماضي بمزيد من المكتبات مثل مكتبة جامعة الدول العربية، ومركز الثقافة المصري، حيث كان يرتاده القراء الصوماليون، وكذلك قامت منظمة ” الإلكسو” بفتح معهد التعريب الإداري، إذا كان يقدّم تعليما متفوقا، وكان من مُدرسيه البرفيسور محمد عمر طلحة. ”
وشدد على أن للغة العربية مكانة عظيمة في الصومال، إذ أن أكثر الجامعات في البلاد تعطي أولوية كبيرة للغة العربية على سبيل المثال، جامعة مقديشو، والجامعة الإسلامية، وجامعة الإمام الشافعي، وجامعة طه، والجامعة العربية، وجامعة دار العلوم وغيرها من الجامعات الأهلية في البلاد.
وفي النهاية أشاد بدور وكالة الأنباء الوطنية الصومالية ” صونا” والقائمين عليها الذين اهتموا كثيرا بتطوير اللغة العربية عبر أقسامها المختلفة.
بدوره قال طالب الدكتواره في اللغة العربية أحمد نور محمد محمود ( طالي ) :” بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أهنئ كافة المتحدثين بلغة الضاد، وبالذات الصوماليين، وبلدان العالم الإسلامي، والأقلام، وراد الصحف والإذاعات الناطقة بهذه اللغة الجليلة، كما هو معلوم لدى الجميع أن اللغة العربية هي لغة الدين، ولغة الثقافة، والحكمة، كما أنها لغة مفعمة بالمترادفات والمعاني.
وأشار أحمد نور طالي، إلى أن إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة في بداية سبيعينات القرن الماضي، كان خطوة إيجابية مهمة للغاية بالنسبة للناطقيين بها، ناهيك عن كونها لغة العلم والأدب عند التخصصات المختلفة في العالم الإسلامي، وحتى في كبريات جامعات أوروبا وأمريكا.
الجدير بالذكر، أن منظمة اليونسكو قررت اعتماد اللغة العربية منتصف القرن العشرين ثالث لغة رسمية لها بعد اللغة الإنجليزية والفرنسية، كما تم الاعتراف بدورها عام 1960، حيث اعتمدت اللغة العربية واحدة من اللغات العالمية التي تستخدم في المؤتمرات الدولية.