مقديشو 13 شوال 1444 هـ الموافق 03 مايو 2023 م (صونا)-وفق منظمة اليونسكو فإن يوم 3 مايو من كل عام يمثل تذكيرا للحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، كما يعد فرصة لإحياء ذكرى الصحفيين الذين قدموا أرواحهم فداءً لرسالة القلم، كما يمثل فرصة للإشادة بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة،ورصد الوضع الذى تؤول إليه حرية الصحافة حول العالم ، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت اليوم العالمي لحرية الصحافة فى 3 مايو 1993 بموجب توصية تم اعتمادها في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمرالعام لليونسكو فى 1991.
وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى، تحظى بالقدر ذاته من الأهمية.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء، باستهداف الصحافين ، مشيرا إلى أن “حرية الصحافة تتعرض للهجوم في جميع أنحاء العالم”.
وقال غوتيريس في رسالة عشية الذكرى لليوم العالمي لحرية الصحافة: “كل حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة… حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان”.
وأضاف: “لكن حرية الصحافة تتعرض للهجوم في جميع أنحاء العالم”، مشيرا إلى أنه “يتم استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه خلال قيامهم بعملهم الحيوي. ويتعرضون للمضايقة والترهيب والاعتقال والسجن يوميا”.
وذكرت المنظمة غير الحكومية “مراسلون بلا حدود” في تقرير إن 1668 صحافيا قتلوا في العالم بين عامي 2003 و2022، أي 80 صحافيا سنويا في المتوسط، واحتل العراق وسوريا المراتب الأولى فيه بين أخطر الدول لهذه المهنة.
وقال التقرير إنه “بمقتل ما مجموعه 578 (صحافيا) خلال عشرين عاما” سجل في هاتين الدولتين اللتين تشهدان نزاعا “وحدهما سقوط أكثر من ثلث المراسلين الذين قتلوا”.
وتقدمتا على المكسيك (125) والفلبين (107) وباكستان (93) وأفغانستان (81) والصومال (78). ويشكل الرجال أكثر من 95% من هؤلاء القتلى.
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد أفادت بأن 55 صحافيا و4 متعاونين مع وسائل إعلام قتلوا أثناء قيامهم بعملهم في العام 2022.
صحافة الصومال تشهد تطورا ملحوظا
الصحافة هي مرآة للتاريخ الطويل والتطور الثقافي والاقتصادي للتعليم والتكنولوجيا والحضارة بشكل عام التي استمرت لفترة طويلة.
في الصومال ، شهدت السنوات العشرين الماضية ظهور صحافة حرة أسسها مثقفون من خلفيات محلية وأجنبية عملوا على تغيير الإعلام الصومالي ليكون صحافة حرة لا يتقيد بقيود القمع.
وبدأ تشكيل الإعلام الصومالي بدوافع تجارية وسياسية أخرى ،ونتيجة لذلك برز العديد من الصحفيين الذين نجحوا في إنشاء مؤسسات إعلامية تحمي مصالح وحقوق الصحفيين ، وصياغة التشريعات اللازمة لوسائل الإعلام.
يمكن القول أنه في هذا الوقت ، خطت وسائل الإعلام في الصومال خطوات كبيرة ، حيث اكتسب الجمهور حرية الصحافة للتعبير عن الأفكار المختلفة، والبناءة والنقدية.
على الرغم من أن وسائل الإعلام الصومالية قد خطت خطوات كبيرة ، إلا أن هناك انتقادات من بعض الصحفيين ، في الداخل والخارج على السواء ، الذين يعتقدون أن وسائل الإعلام يمكن أن تنشر مقالات أو تقارير ملونة، تؤثر سلبا على الرأي العام.
ونظرًا لأهمية دور الإعلام في المجتمع ، فقد ظهر العديد من الصحفيين الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في عملية السلام وإعادة الأمل للمواطنين ، على الرغم من شح التدريب، والكفاءة المهنية.
الصحفي الحقيقي هو الذي يعمل من أجل تحقيق مصلحة الشعب والبلد، وليس لصالح أشخاص معينين لهم مصالح خاصة على حساب الآخرين.
على الصحفي أن يتشاور مع السلطات من أجل معالجة أوجه القصور في هيكل الإنتاج الإعلامي ، مع الأخذ في الاعتبار أن الأشخاص الذين تتم مقابلتهم، يجب أن يكونوا واعين أهداف رسالة الإعلام، سواء أكانوا من المتعملين وغير المتعلمين.
حاول أن تكون محايدًا في التنافس السياسي بين القادة ، وتجنب الانحياز إليهم ، والأفضل التوقف عن كتابة خطاب يتعارض مع مصالح الشعب والوطن.
وليس من مصلحة وسائل الإعلام، إثارة النعرات العصبية، والفوضي والعمل على تقويض جهود الحكومة التي تتولى مسؤولية واستعادة كرامة الشعب والوطن.
ومما ينبغي أن يراعي الصحفي خلال ممارسة مهنته الإعلامية أخلاقيات الصحافة، والقوانين المرسومة لحماية الآخرين، حيث من العبث الإقدام على موضوعات وتقارير منافية للإجراءات القانونية، التي ستعمل ضدك، عندما ترتكب بما يسيء سمعة السلطة الرابعة.
من الضروري أن يعمل الكل سواء في القطاع الحكومي العام، والخاص على توفير التدريب بالنسبة للصحفيين، وذلك من أجل رفع كفاءة الإعلاميين الذين يعملون ليل نهار على إعلام، وتثقيف، وترفيه المجتمع.