بانجول 24 شوال 1445 هـ الموافق 03 مايو 2024 م (صونا) –تتوج جمهورية غامبيا، الدولة الصغيرة في غرب إفريقيا المعروفة بساحل إفريقيا المبتسم، سنوات من العمل في منظمة التعاون الإسلامي باستضافة الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي على مدى يومي (4-5 مايو 2024).
ومنذ انضمامها للمنظمة في عام 1974، أسهمت غامبيا بفعالية في برامج ومبادرات المنظمة وتحركاتها الدولية لخدمة قضايا العالم الإسلامي على مختلف المستويات.
وارتبط اسم غامبيا خلال السنوات الأخير بمواقفها في دعم حقوق أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار، حيث رفعت في نوفمبر 2019 وبتكليف من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد حكومة ميانمار، بتهمة انتهاك الأخيرة لاتفاقية الإبادة الجماعية، وذلك في ظل الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الروهينجا في ميانمار.
ونتيجة لهذا التحرك من غامبيا، أمرت محكمة العدل الدولية حكومة ميانمار باتخاذ إجراءات معينة لحماية الروهينجا من خلال “تدابير مؤقتة” أثناء استمرار القضية.
كما استضافت غامبيا أيضًا عددًا من المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي عقدت في إطار منظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة التي عقدت في بانجول في 6 ديسمبر 2013، وأسفرت عن قرارات مهمة لتعزيز السياحة البينية بين الدول الأعضاء في المنظمة.
ومنذ اختيارها لاستضافة الدورة الخامسة عشرة للقمة الإسلامية، بذلت غامبيا بقيادة الرئيس آداما بارو جهودًا كبيرة في التحضير لهذه القمة، حيث أنشأت أمانة عامة خاصة لهذا الغرض، كما نفذت العديد من المشاريع في مجال البنية التحتية والطرق والخدمات اللوجيستية.
وتمثل قمة بانجول فرصة فريدة للدول الأعضاء لتعزيز تعاونها في سبيل تعزيز العمل الإسلامي المشترك، والانخراط في حوار بناء حول القضايا العالمية والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية.
وخلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة الذي عقد في بانجول 2 مايو 2024، أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين في الخارج مامادو تانغارا على دور منظمة التعاون الاسلامي في مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها الدول الاعضاء.
كما أكد وكيل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين في الخارج، لانغ يابو، أنَّ القمة تأتي في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي تحديات ذات أبعاد غير مسبوقة لا يمكن الاستمرار في تجاهلها، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وجريئة وشاملة تسترشد بالأبعاد الإنسانية والتنموية.
وستتولى غامبيا رئاسة المنظمة للسنوات الثلاث المقبلة خلفًا للمملكة العربية السعودية.