مقديشو 25 رجب 1446 هـ الموافق 25 يناير 2025 م (صونا) – تواصل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الصومال جهودها لتعزيز مكانة الدين الإسلامي في حياة المجتمع الصومالي عبر مشاريع استراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية الروحية والوحدة الوطنية. ومن بين الإنجازات البارزة للوزارة تنظيمها الفعّال لشؤون الحج، وتشييد مبنى خاص بها، وتفعيل معهد للدراسات العليا يمنح درجة الماجستير.
في هذا السياق، جاء مشروع تأسيس مركز دار الإفتاء ليكون الأول من نوعه في تاريخ الصومال، استجابة لاحتياجات المجتمع الدينية ولمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
في حدث تاريخي بتاريخ السادس من يناير 2025، قام رئيس الوزراء الصومالي، السيد حمزة عبدي بري، بوضع حجر الأساس لمركز دار الإفتاء. وأكد في كلمته أن هذا المشروع يُمثل نقلة نوعية في جهود الحكومة لحماية الدين الإسلامي من التحريف والتأويل الخاطئ. وأوضح أن المركز سيصبح مرجعًا موثوقًا لمعالجة القضايا الدينية، وتقديم الفتاوى الشرعية التي تستند إلى مقاصد الشريعة الإسلامية، والتي ترتكز على حفظ الضروريات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.
وأضاف رئيس الوزراء أن المركز سيكون أداة فعالة لتحقيق العدل بين الناس مع مراعاة تغيرات الزمان والمكان. كما أشار إلى أن المشروع يسعى لتعزيز السلم الاجتماعي وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في إصدار الفتاوى. إلى جانب ذلك، يهدف المركز إلى توحيد الجهود الدينية وتوجيه الفتاوى من جهة موثوقة واحدة، مما يسهم في إنهاء الخلافات المتعلقة بالمناسبات الإسلامية الكبرى مثل رؤية هلال رمضان وتحديد موعد العيدين، ليكون بذلك صوت العلماء هو الكلمة الفصل في هذه القضايا.
وأكد رئيس الوزراء أهمية هذا المشروع في تعزيز وحدة الأمة الصومالية وترسيخ القيم الإسلامية التي تُعد أساس استقرار المجتمع. وقال في كلمته:
“إن العلماء كانوا دائمًا في طليعة القيادة الروحية لمجتمعنا. وإن إنشاء مركز دار الإفتاء يلبي حاجة ماسة في ظل التحديات الحالية. آمل أن يحقق هذا المشروع النجاح المنشود ويسهم في تعزيز وحدة الأمة.”
كما أشاد بالدور الكبير الذي قامت به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إنجاز هذا المشروع المهم. وأشار إلى أن التمويل تم بجهود ذاتية دون الاعتماد على أي دعم خارجي، مما يُبرز التزام الوزارة بتعزيز دور الدين الإسلامي، ودعم المبادرات التي تحافظ على هوية المجتمع الصومالي ووحدته.
إن إنشاء مركز دار الإفتاء يُعد خطوة استراتيجية في مسيرة الصومال نحو تحقيق التقدم والتنمية مع الحفاظ على القيم الإسلامية الأصيلة. ويعكس هذا المشروع رؤية الحكومة في تعزيز مكانة الدين كدعامة أساسية للوحدة الوطنية والاستقرار المجتمعي.
عبدالقادر علي معلم عبدالله
الباحث المحلل في شؤون القرن الإفريقي.
Abdulkadirali2026@gmail.com