مقديشو 13 شعبان 1441 – الموافق 6 أبريل 2020 (صونا) – “الوقاية خيرٌ من العلاج” ،”درهم وقاية خير من قنطار علاج” لا يختلف شخصان على أهمية هذه الأمثال والأقوال العربية التي تحثنا على اتباع مختلف الوسائل التي تساهم في الحفاظ على صحة الفرد وعافيته.
ومع الانتشار الكبير والمرعب لفيروس كورونا (كوفيد-19)، حول العالم وارتفاع عدد الإصابات والوفيات في مختلف بلدان العالم، وعدم التوصل إلى دواء فعّال يقضي على هذا الفيروس الذي حصد أرواح أكثر من 8 آلاف شخص، ووصوله إلى 167 بلدا وإقليما حول العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية ،كان على الحكومات اتخاذ تدابير لمواجتهه.
وصنفت منظمة الصحة العالمية، يوم الـ11 من مارس الماضي، الفيروس، وباء عالميا (جائحة)، إثر تجاوز عدد المصابين به جميع التوقعات، محذرة من استخدام بعض الأدوية، التي تستخدم دون وصفة طبية للعلاج، ومؤكدة أنه لا توجد حاليا أي أدوية معتمدة من قبلها لعلاجه.
وفي هذا التقرير سنتطرق إلى التدابير وتوجيهات الحكومة الفيدرالية لمواجهة تفشي فيروس كورونا في البلاد.
ومع إعلان وزارة الصحة في الحكومة الفيدرالية، تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في الـ16 من الشهر الماضي لمواطن صومالي قادم من خارج البلاد ،كان لابد للحكومة أن تقوم بخطوات هامة وفعالة كإجراء وقائي لمنع انتشار عدوى “كوفيد 19 ” في البلاد.
وجاءت أولى الخطوات بتعليق حركة الطيران بمطار مقديشو الدولي اعتبارا من 18 مارس الماضي، وحتى 3 أبريل الجاري، وذلك لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وبعث رئيس الجمهورية فخامة محمد عبد الله فرماجو ، برسالة إلى الشعب الصومالي حول فيروس كورونا المستجد (Covid-19) ،أكد فيها أن الحكومة الفيدرالية ملتزمة بالحفاظ على سلامة وصحة البلاد.
ودعا فخامته الشعب الصومالي إلى الالتزام الكامل بالتوصيات الصحية والتوجيهات الحكومية لمنع انتشار فيروس كورونا،وأولها التقليل من التحركات والسفر ،وتجنب التجمعات الغير ضرورية.
وأصدر رئيس الجمهورية تعليمات إلى الحكومة الفيدرالية بالتعجيل في اتخاذ التدابير والخطوات اللازمة للوقاية من المرض، وتوحيد الصفوف للتغلب على هذه المرحلة الصعبة.
وتبع ذلك إعلان رئيس الوزراء السيد حسن علي خيري ،عن تخصيص، مبلغ قدره 5 ملايين دولار أمريكي لمواجهة فيروس كورونا “كوفيد 19 “على الصعيد الوطني.
كما وجه دولته بإغلاق جميع المؤسسات التعليمية في البلاد مثل المدارس والجامعات، اعتبارا من الأربعاء الموافق لـ18 من مارس ،ولمدة 15 يوما، كإجراء وقائي لمنع انتشار عدوى “كوفيد 19 “.
ودعا رئيس الوزراء المواطنين إلى تأجيل عقد المؤتمرات الكبرى والتجمعات العامة خلال هذه الفترة.
وقال دولته ” إن الحكومة الفيدرالية تعمل على إعداد مواقع مخصصة للحجر الصحي للتأكد من الحالات التي يشتبه أنها مصابة بفيروس كورونا المستجد ،حيث تم تخصيص مستشفى “مارتيني” لعلاج المرضى المصابين بهذا المرض”.
وقامت وزارة التجارة والصناعة بجمهورية الصومال الفيدرالية في الـ19 من الشهر نفسه بتحذير التجار الصوماليين من رفع أسعار الكِمامات الطبية والقفازات لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقال معالي وزير التجارة والصناعة في الحكومة الفيدرالية المهندس عبد الله علي حسن في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة مقديشو :” بناءا على انتشار فيروس كورونا في معظم أنحاء العالم، وتأثيره السلبي على الملاحة الجوية والاقتصاد العالمي، فإن البلاد وضعت خطة استراتيجة لمواجهة هذا الوباء ” مضيفا” أنه لا يوجد حتى الآن قلق من خطورة هذا المرض لدى المجتمع الصومالي” .
وأشار معالي الوزير إلى أن جمهورية الصومال الفيدرالية تحظى بالاكتفاء الاقتصادي، محذرا في الوقت نفسه من غلاء السلع الضرورية للاستفادة من الظروف الناتجة عن تهديد فيروس كورونا لحياة المجتمع، والأنشطة التجارية.
كما عقد رئيس الوزراء، السيد حسن علي خيري، في الـ20 من مارس الماضي إجتماعاً بمكتبه مع مسؤولي غرفة التجارة والصناعة.
وبحث رئيس الوزراء مع مسؤولي غرفة التجارة سبل تعزيز وتنسيق الجهود المشتركة الرامية إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” كي لايؤثر على أسعار السلع الغذائية الضرورية للمجتمع.
وأشار رئيس الوزراء السيد حسن علي خيري، إلى أن الحكومة الفيدرالية تقف إلى جانب رجال الأعمال لتسهيل الخدمات الأساسية للمجتمع.
كما التقى رئيس الوزراء، السيد حسن علي خيري، في مكتبه بالعاصمة مقديشو، أعضاء اتحاد الأطباء الصوماليين لمناقشة سبل مواجهة فيروس كورونا.
وبحث دولته مع نقابة الأطباء تعزيز الخطط المتعلقة بمكافحة انتشارعدوى (كوفيد 19).
وفي الـ22 من مارس، حذر قائد مصلحة الضرائب الوطنية بجمهورية الصومال الفيدرالية، الجنرال عبدالله حسن بريسي، التجار الصوماليين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الضرورية للاستفادة من الظروف الناتجة عن تهديد فيروس “كورونا” لحياة المجتمع والأنشطة التجارية في البلاد.
وأشار الجنرال بريسي في مؤتمر صحفي عقده إلى أن رئاسة مصلحة الضرائب ستتخذ كافة الاجراءات الصارمة بحق كل من تسول له نفسه العبث بهذا القرار.
وأصدرت وزارة العمل والشؤون الإجتماعية بياناً حول خفض حضور الموظفين الغير أساسيين إلى مكاتب العمل إعتباراً من الـ19 من مارس ولغاية الـ1 من أبريل من أجل منع تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفي الـ25 من مارس الماضي تسلمت وزارة الصحة في الحكومة الفيدرالية من السفير الصيني لدى البلاد معدات إجراء اختبارات فيروس كورونا ،والملابس الطبية الواقية للأطقم الطبية والفرق المخول لها القيام بعزل الحالات المصابة أو التي تظهر عليهم أعراض مرضية للكورونا .
وتأتي هذه المنحة ضمن الإمدادات الطبية التي تبرع بها مؤسس شركة “علي بابا” عملاق التجارة الإلكترونية الصينية، جاك ما، تتمثل في أجهزة اختبار وأقنعة وبدلات واقية، لـ 54 دولة إفريقية للمساعدة في الوقاية والسيطرة على تفشي وباء كوفيد-19.
وفي الـ26 من الشهر نفسه، أعلنت وزيرة الصحة في الحكومة الفيدرالية، معالي فوزية أبيكر نور ، تسجيل ثاني حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لمواطن صومالي قادم من خارج البلاد.
كما أعلنت الوزارة في الـ27 من مارس ، عن تسجيل حالة ثالثة مثبتة مخبريًا بفيروس كورونا لشخص أجنبي.
وتبع ذلك تعليق وزارة النقل والطيران المدني في الحكومة الفيدرالية الرحلات الجوية الداخلية في البلاد اعتبارا من الـ29 من مارس وإلى أجل غير مسمى للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
واستثنت وزارة النقل والطيران المدني من القرار رحلات الشحن التي تحمل المواد الغذائية والدواء.
بدوره أصدر محافظ بنادر وعمدة العاصمة مقديشو ، السيد عمر محمد محمود، في الـ30 من مارس مرسوما يحظر التجمع في المطاعم والفنادق المطلة على شاطئ ليدو، وذلك للحد من انتشار جائحة كورونا القاتل.
ودعا عمدة مقديشو كافة رؤساء المديريات والعاملين بالمجال الأمني بالعاصمة إلى وقف التجمعات حفاظا على صحة المواطنين.
وأعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، في بيان أصدرته في نفس اليوم، عن تمديد إجازة موظفي الحكومة الفيدرالية وذلك للحيلولة من انتشار فيروس كورونا المستجد حتى العاشر من شهر أبريل .
بدوره أعلن وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفيدرالية، معالي شيخ نور محمد حسن، عن إغلاق جميع الكتاتيب القرآنية بجمهورية الصومال لمدة أسبوعين تفاديا لانتشار عدوى كوفيد 19.
كما أعلن دولة رئيس الوزراء عن تمديد تعليق الرحلات الجوية الدولية والمحلية وإغلاق المؤسسات التعليمية في البلاد حتى إشعار آخر .
إن جهود الحكومة الفيدرالية لن تجدي نفعاً إذ لم يلتزم المواطنين الصوماليين بجميع التعليمات الصحية والتوجيهات الحكومية.
لذلك عزيزي المواطن لأجل صحتك وصحة أسرتك أحرص على غسل يديك جيداً بالماء والصابون ،وتجنب لمس العيون أو الأنف والفم باستخدام الأيدي غير المغسولة جيِّداً، تغطية الفم والأنف بمنديل ورَقِيٍّ عند السُّعال أو العُطاس، مع الحرص على التخلُّص منها فوراً في سلَّة المُهملات، وغسل اليدين جيِّداً.
وعدم المصافحة باليد والاكتفاء بالقول السلام عليكم ،والحرص على نظافة المنزل وتهويته بشكل جيد، لأن الفيروسات تتكاثر في البئية الرطبة .
وكون المجتمع الصومالي مسلم فهو ملتزم بالنظافة من الأساس لأنها شطر الإيمان ولكن ذلك لايمنع اتباع التوصيات الحكومية والصحية .
بقلم : الكاتبة الصحفية حفصة أحمد.