مقديشو 23 ذو الحجة 1445 هـ الموافق 29 يونيو 2024 م (صونا) – أقيمت اليوم جنازة رسمية لرئيس مجلس الشعب السابق للبرلمان الفيدرالي، البروفيسور محمد شيخ عثمان جواري، الذي وافته المنية أمس في العاصمة مقديشو.
وقد نعى الفقيد قادة البلاد، الذين شاركوا في مراسم الجنازة الوطنية، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية الفيدرالية، الدكتور حسن شيخ محمود، ورئيس مجلس الشعب، السيد آدم محمد مادوبى ورئيس الوزراء السيد حمزة عبدي برى.
ودعا رئيس الجمهورية أن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، كما أعرب عن تعازيه الحارة لأسرته وللأمة الصومالية بأسرها، مشيراً إلى أن الراحل كان له دور بارز ومؤثر في مسيرة الحكومة وتنمية البلاد.
ومن جانبه، بعث رئيس مجلس الشعب السيد آدم محمد نور مادوبى برسالة تعزية مؤثرة إلى أسرة وأقارب الفقيد، وأشاد بمناقبه، واصفًا إياه بالسياسي الذي أسهم بشكل كبير في إعادة صياغة دستور البلاد.
من جهته، أثنى رئيس الوزراء على دور الفقيد في خدمة وطنه، ومساهمته الفعالة في بناء الحكومة الصومالية.
محمد شيخ عثمان جواري: حياة في خدمة الصومال
ولد محمد شيخ عثمان جواري في 7 ديسمبر 1945 في منطقة أفغوي، الواقعة في محافظة شبيلى السفلى، ونشأ في كنف عائلة زراعية، بدأ تعلم القرآن الكريم في سن مبكرة، وأكمل تعليمه الأساسي في ذات المنطقة.
في عام 1982، تخرج جواري في كلية الحقوق بالجامعة الوطنية الصومالية، وبدأ مسيرته المهنية بتولي مناصب حكومية هامة في عهد الرئيس محمد سياد بري، حيث شغل مناصب مدير عام وأمين دائم ووزير لوزارتي النقل الجوي والبري والعمل والشؤون الاجتماعية.
في عام 1970، تولى رئاسة لجنة إعداد قانون العمل في الصومال، الذي كان يهدف إلى إصلاح نظام توظيف العمال وتقييم المهنيين الصوماليين، متماشياً مع الحقوق العمالية ومعايير العمل الدولية.
بعد انهيار الحكومة الصومالية، كان جواري من السياسيين القلائل الذين رفضوا الانخراط في الفوضى السياسية، وانتقل للعيش في النرويج بعد عام 1991 حيث نشط في الأنشطة الاجتماعية.
من مايو 2008 إلى ديسمبر 2010، عمل جواري مستشاراً دستورياً للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الصومال. لاحقاً، تولى رئاسة لجنة مراجعة الدستور، وقام بإعداد مسودة الدستور.
في 28 أغسطس 2012، تم انتخابه رئيساً لمجلس الشعب بأغلبية 119 صوتاً، وهو أول برلمان يتم انتخابه في البلاد منذ انهيار الحكومة.
أجاد محمد شيخ عثمان جواري اللغات الصومالية، والعربية، والإنجليزية، والإيطالية، والنرويجية، وقد توفي تاركاً وراءه إرثاً من الخدمة والإصلاح، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.