مقديشو :-اختتم برنامج بيان لتعليم اللغة العربية ، اليوم لقاءً تفاكريًا حول تطوير طرائق تعليم اللغة العربية في الصومال، بمشاركة عدد من رؤساء أقسام اللغة العربية بالجامعات الصومالية، ومديري وأساتذة المراكز التعليمية، وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن اللغوي والثقافي في البلاد.
دار في اللقاء الذي عقد في قاعة فندق متان بمقديشو نقاش علمي مفتوح حول واقع اللغة العربية في الصومال، استنادًا إلى الأوراق العلمية المقدمة في الجلسة.
وقد استعرض الأكاديمي السوداني الدكتور بدر الدين محمد آدم، مدير برنامج “بيان”، في ورقته خلاصة تجربة البرنامج في مجال تعليم العربية، موضحًا الفرص المتاحة والتحديات القائمة، ومقترحًا حلولًا عملية اتبعها البرنامج لتعزيز تعلم اللغة العربية من حيث المناهج والأساليب الحديثة. كما قدّم شرحًا لفكرة «مقهى بيان للتخاطب» باعتبارها بيئة واقعية لتشجيع ممارسة اللغة العربية والتحدث بها في أوساط الشباب والطلاب.
من جانبه، تناول الأستاذ محي الدين معلم، مدير مركز العروبة لإحياء اللغة العربية، في ورقته موضوع تيار التغريب اللغوي والثقافي الذي بدأ يتمدد منذ منتصف التسعينيات على حساب اللغة والثقافة العربية الإسلامية، مشيرًا إلى ضرورة أن تولي الدولة اهتمامًا خاصًا لمواجهة هذا التيار حفاظًا على الهوية واللغة والثقافة الوطنية. ودعا إلى عقد اتفاقيات تعاون مع المؤسسات العربية المتخصصة مثل الألكسو ومركز الخرطوم لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إلى جانب غيرها من المؤسسات الإقليمية والدولية التي تنشط في نشر وتعليم العربية لما تمثله من أهمية دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية.
وشدد المشاركون على أهمية تضافر الجهود وتبادل الخبرات بين مختلف المؤسسات والمراكز التعليمية بما يخدم الأهداف المشتركة في تطوير تعليم اللغة العربية ونشرها. كما أكدوا أن مثل هذه اللقاءات تمثل خطوة مهمة لاستعادة اللغة العربية مكانتها في الصومال، انسجامًا مع الدستور الصومالي الذي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الثانية للدولة.
ودعا المشاركون أيضًا إلى دراسة أسباب عزوف بعض الصوماليين عن تعلم اللغة العربية وتفضيلهم للغة الإنجليزية، مؤكدين على ضرورة أن تعمل الجهات المختصة على معالجة تلك الأسباب ووضع الخطط الملائمة لتقويم مسار تعليم اللغة العربية وتوسيع نطاق استخدامها في المؤسسات التعليمية والإعلامية.
يُذكر أن برنامج “بيان” لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها يُعد من أبرز المشاريع التي تشرف عليها الأكاديمية الصومالية للإعلام الرقمي (صودما)، ويُدار بإشراف نخبة من الأساتذة المتخصصين في اللغة العربية من دولة السودان الشقيق.
