مقديشو 07 جمادي الأولى 1443- الموافق 11 ديسمبر 2021 (صونا)- أقامت 5 منظمات تعليمية وتنموية وشبابية لقاء تأبيني مهيب لفقيد العلم المرحوم الأستاذ عثمان حاج مصطفى حاج محمد في فندق شامو في العاصمة الصومالية مقديشو، حضر فيه عدد غفير من منسوبي المؤسسات التعليمية، والدعوية في العاصمة وأقرباء، وأصدقاء وزملاء الراحل.
وقد نَظّم التأبين للمرحوم الأستاذ عثمان حاج مصطفى مساء الخميس 09-12-2021 خمسُ مؤسسات هم: مؤسسة زمزم الخيرية، ومكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الصومال، ومؤسسة معارف للتنمية، ومظلة النظام التعليمي الأهلي في الصومال، ومؤسسة الإمام الشافعي التعليمية، وكان للمرحوم دور في تأسيس وتشغيل تطوير تلك المؤسسات.
وتضمن اللقاء التأبيني : تلاوة عطرة من القرآن الكريم، وسرد ذكريات الزملاء والأصحاب عن جهود المرحوم الأستاذ عثمان حاج مصطفى التعليمية والدعوية والتنموية في الصومال وتقديم العزاء لأسرة الفقيد والدعاء للمرحوم.
وفي كلمته رحب الأستاذ محمد أحمد بري من قيادات مؤسسة زمزم الخيرية من أصحاب الراحل بالحاضرين،وقدم شكره للمنظمات التي ساهمت في اللقاء التأبيني للمرحوم، موضحا أن الراحل فقيدُ الأمة الصومالية،وليس بفقيد تلك المنظمات فقط.
وأثّر الحاضرين، بشدة، صديق وزميل الفقيد الشيخ عبدالقادر محمد كتب، مدير مكتب الصومال لــ الندوة العالمية للشباب الإسلامي، حيث لم يستطع بسبب الحزن والبكاء الشديدَين على الفقيد على إلقاء كلمته.
وأثنى الدكتور إبراهيم الدسوقي على الفقيد وقال:” كنا إخوة في سبيل الدعوة إلى الله وعملنا منذ بداية التسعينات ويشهد كل من تعامل مع المرحوم أنه كان على حسن خلق وأشهد أن الآخرين سلموا من لسانه، وهذه من صفات المؤمن وأطلب من الجميع العفو عن المرحوم وأن يكون هذا المجلس سببا لعفو كل منا للآخر”.
وفي كلمته قال الدكتور محمود زاهد “كان يستشيرني دوما منذ بداية المرض الذي توفي بسببه وكان صبورا ومؤمنا بالقضاء والقدر وأثناء مرضه لم تظهر عليه آثار المرض لإيمانه القوي وكان يبدو بصحة جيدة خلافا لماكنا نتوقعه نحن الأطباء” مضيفا “وكانت آخر كلمة كتبها لي “سامحونا” ” ومن ثم لم يستطع الدكتور زاهد إكمال كلمته وغلبه البكاء..
وتحدث الأستاذ محمد عبدالقادر المدير العام السابق بوزارة التربية والتعليم عن الدور الريادي للمرحوم الأستاذ عثمان حاج مصطفى في إعادة التعليم في الصومال بعد انهيار الحكومة المركزية في عام 1991 وقال الأستاذ محمد عبدالقادر “بعد انهيار الحكومة المركزية واندلاع الحرب الأهلية جاء إلينا وحث على أن نفتتح المدارس الأهلية لأن الحكومة انهارت وقلنا لماذا لا نتريث حتى تنتهي الحرب وفي تلك اللحظة قال المرحوم “هل نعلم متى تنتهي الحرب الأهلية ؟ وبما أننا لا نعلم متى تنتهي فلماذا ننتظر .. وفي ذلك الاجتماع قرّرنا فتح المدارس الأهلية”.
وذكر الأستاذ محمد عبدالقاد، صفةً من صفات الراحل وهو أنه كان شخصية متسامحة وتعامل مع كل التيارات بالمساواة وبروح أخوية وأنه بلا شك “كان المبادر الأول وأهم شخص أعاد التعليم الأهلي في البلاد بعد انهيار الحكومة المركزية وأثناء الحرب الأهلية”
وفي كلمته قال الشيخ الدكتور أحمد القطبي أحد أشهر علماء الصومال ودعاته “المرحوم عثمان حاج مصطفى كان مضيافا هو وأسرته الكريمة وكان يستضيفنا في بيته بــ جدة عندما نذهب للحج أو العمرة” وفي ختام كلمته أشاد بالدور التعليمي والدعوي للمرحوم وبالدعاء بالمغفرة والرحمة له.
ومن السياسيين الذين ألقوا كلمات التأبين، نائب وزير التربية والتعليم السابق مختار محمد يوسف والنائب شريف محمد عبدالله حيث أشادوا بدور المرحوم في التعليم والعمل الخيري وإشرافه على منهج دراسي للمدارس الصومالية بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
وفي كلمة أسرة وأقرباء المرحوم، خاطب رئيس برلمان ولاية هير شبيلي الدكتور عبد الحكيم لقمان حاج محمد حيث قال “الوالد رحمة الله عليه كان مربيا لنا وللأجيال من الأمة الصومالية وبهذه المناسبة أقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن أسرة المرحوم وأقرباء المرحوم شكرنا العميق للمؤسسات الخمسة التي أقامت هذا اللقاء التأبيني وكل من حضر وكل من قدم التعزية.
وأثناء اللقاء التأبيني هاتف الدكتور أبوبكر شيخ أحمد رئيس مجلس أمناء جامعة مقديشو وأعرب عن حزنه العميق على فقد الراحل الذي كان عضوا في مجلس أمناء جامعة مقديشو ومن مؤسسي الجامعة، وأنه كان يرغب مشاركة اللقاء ولكنه خارج البلد حاليا.
وأعطيت كلمة الختام معالي وزير الدولة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الصومال، السيد محمود معلم يحيى حيث قال ” تعرفت على المرحوم بعد دخولي مجال السياسة وقد التقيته مرارا في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية حيث كان مهتما باستقرار ومصالحة وتنمية الصومال”.
واختتم شريف إبراهيم شريف عبدالله شريف علي “من آل بيت الرسول” اللقاء التأبيني الدعاء للمرحوم حيث أَمَّنَ الحاضرون وترحموا على روح الفقيد.