مقديشو / وكالة صونا- أكثر من 50 ألف متفرج حضروا المباراة النهائية للمسابقة الكروية التي جمعت بين فريق مديرية” هولوداغ في العاصمة مقديشو وفريق مدينة ورشيخ الساحلية الواقعة على بُعد 60 كيلومتراً شمال العاصمة الصومالية.
قبل سنوات، لم يكن ممكناً أن تُقام مثل هذه التظاهرة الرياضية أو أن يحتشد هذا العدد الكبير من الجماهير في مقديشو. فقد كان هذا الاستاد الكبير يوماً ما تحت سيطرة مليشيا الشباب الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة، حيث كانت تُدرِّب مقاتليها في ساحاته وتجهِّز السيارات المفخخة لإرسالها إلى الأسواق المزدحمة، لتحصد أرواح عشرات المدنيين الأبرياء.
أما اليوم، وبعد أربعة عشر عاماً، فقد امتلأت مدرجات الملعب بآلاف الشباب الذين توافدوا من مختلف أحياء العاصمة والمناطق المجاورة لتشجيع الفريقين المتنافسين.
إن رسالة الجماهير التي تدفقت إلى هذا الملعب من كل حدب وصوب هي أن الشعب الصومالي لم يعد يرضخ لإملاءات الإرهابيين ولا لأجنداتهم التخريبية.
قبل أيام، رددت الجماهير في مدرجات الملعب هتافات تندد بالإرهاب وتدعو إلى السلام، في مشهد مؤثر يعكس شجاعة الشعب ووعيه. وفي وقت سابق من العام الماضي، سقطت قذيفة في منطقة غير بعيدة عن الملعب أثناء إحدى المباريات، لكن المتفرجين لم يُبدوا خوفاً، فيما كان الدخان المتصاعد يُرى من بعيد خلف الجمهور المتحمس لمتابعة المباراة — في تحدٍّ واضح للتطرف، وتأكيد على أن مرحلة تخويف الإرهابيين قد ولّت إلى غير رجعة.
لقد اختار الشعب الصومالي طريق السلام والحياة، وأثمر صموده وإصراره هذه النتيجة المفرحة. ويتطلع الصوماليون، ومعهم حكومتهم، إلى دحر فلول الخوارج نهائياً في المستقبل القريب، حتى يعمّ السلام ربوع البلاد، ويحلّ الفرح والازدهار محلّ الخوف رغماً عن أنوف المتطرفين.
