مقديشو 04 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 25 نوفمبر 2025 م (صونا) – برعاية فخامة رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود، دخل المؤتمر الثالث لعلماء الصومال، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يومه الثاني اليوم الثلاثاء في العاصمة مقديشو، ضمن جهود وطنية لتقوية التماسك الاجتماعي وتعزيز استقرار البلاد.
ويشارك في المؤتمر نخبة من كبار العلماء والدعاة وأهل الاختصاص من الداخل والخارج، في سلسلة مؤتمرات تهدف إلى توحيد الصف العلمي ودعم جهود الدولة نحو التنمية والأمن، ومواجهة التحديات الاجتماعية والأمنية.
وفي افتتاح المؤتمر أمس الإثنين، دعا فخامة الرئيس العلماء إلى توحيد جهودهم لتوجيه الشعب نحو وحدة وتضامن، بما يسهم في بناء حكومة قوية ومجتمع عادل يتمتع بوعي عالٍ ويحظى بتقدير المجتمع الدولي.
سلط المؤتمر الضوء خلال يومه الثاني على عدد من القضايا الحيوية، من بينها الأمن الوطني، وحماية العاصمة، والنجاحات التي حققها الجيش الوطني في مواجهة الجماعات الخارجة عن القانون، بالإضافة إلى معالجة الفوضى الناتجة عن الصراعات القبلية.
وشدد المؤتمرون على الدور المركزي للأسرة في بناء المجتمع، وأهمية مساهمة المرأة في التعليم والحياة الاجتماعية، ودور منظمات المجتمع المدني في تعزيز الحوار الوطني والتضامن المجتمعي.
وشهد المؤتمر مشاركة فعالة لعدد من العالمات والناشطات الصوماليات اللواتي قدمن رؤى ومقترحات عملية لتعزيز التماسك الاجتماعي وبناء الأسرة والمجتمع.
وبرزت العالمة فاطمة شيخ علي أحمد كمثال على القيادات النسائية التي أضافت بعدًا علميًا وثقافيًا للنقاش، حيث تناولت سبل إشراك المرأة في التعليم والحياة الاجتماعية ومواجهة التحديات المجتمعية. كما شاركت العديد من الباحثات والداعيات الصوماليات بمداخلات قيمة حول تعزيز الحوار الاجتماعي، وحماية الشباب والأسرة من مظاهر التفكك، وطرحن استراتيجيات مبتكرة لتوسيع دور المرأة في التنمية المجتمعية، مما أضفى على المؤتمر بعدًا شاملًا يجمع بين الخبرة العلمية والواقع الاجتماعي المحلي.
كما دعا عدد من العلماء والمفكرين المشاركين إلى توعية المجتمع بمخاطر التفكك الأسري وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية، مؤكدين أن التماسك الاجتماعي يبدأ من الأسرة وينتقل إلى المجتمع بأكمله.
وأشار الشيخ محمود شيخ عبدي الجابري إلى تقدير العلماء للتقدم الأمني الذي شهدته العاصمة والمناطق الأخرى، وحث المجتمع على المحافظة على هذا الاستقرار، بينما حذر الشيخ حسن علي حلوي من مخاطر الصراعات القبلية وضرورة مواجهتها بحزم.
وأكد المشاركون من الداخل والخارج أن التعاون بين العلماء والمجتمع المدني والجهات الحكومية يُعد عاملاً أساسياً لتعزيز الوحدة الوطنية، وبناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة، مع الإشادة بالدور المؤثر للعلماء والنساء في قيادة هذا التغيير الإيجابي.


