الجزائر 20 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 11 نوفمبر 2025 م (صونا) – يواصل الصومال والجزائر ترسيخ علاقاتهما الثنائية التاريخية، من خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامة الرئيس حسن شيخ محمود إلى جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، تلبية لدعوة من نظيره الرئيس عبد المجيد تبون. وتمثل هذه الزيارة خطوة مهمة لتعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن والتجارة والتعليم، وإحياء الدور الدبلوماسي بين البلدين في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة، وذلك حسب ما جاء به في المكتب الإعلامي لرئاسة جمهورية الصومال الفيدرالية.
وتأتي الزيارة في إطار حرص الجانبين على تطوير العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الصومالي والجزائري، واللذين يشتركان في تاريخٍ من النضال ضد الاستعمار، والانتماء العميق إلى الفضاءين العربي والإفريقي. وتُعد هذه الزيارة تتويجًا لمسارٍ من التواصل السياسي الذي شهد دفعة جديدة خلال الأعوام الأخيرة، بعد أن استعادت الصومال مكانتها في الساحة الإقليمية، وعززت الجزائر من حضورها الدبلوماسي في القارة الإفريقية.
في الجانب الأمني، تكتسب المباحثات بين البلدين أهمية خاصة، إذ يسعى الجانبان إلى تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية، بما يسهم في دعم الاستقرار في القرن الإفريقي ومنطقة الساحل على حدٍّ سواء. وتعتبر الجزائر من الدول الرائدة في التجارب الأمنية ومقاربات المصالحة الوطنية، وهو ما يشكّل مجالًا حيويًا لتعاونٍ مثمر مع الصومال الذي يخوض حربًا شاملة ضد الجماعات المتطرفة.
أما في المجال الاقتصادي والتجاري، فتُفتح آفاق جديدة لتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتبادل السلع والخدمات، وتفعيل اتفاقيات التعاون بين غرف التجارة في البلدين. كما يُتوقّع أن تبحث الزيارة سبل فتح خطوط نقلٍ جوي وبحري تُسهم في تنشيط التبادل التجاري وتسهيل حركة الأفراد والبضائع بين مقديشو والجزائر العاصمة.
وفي المجال التعليمي والثقافي، تسعى الصومال إلى تعزيز التعاون مع الجامعات الجزائرية لتمكين الطلبة الصوماليين من الالتحاق بالمؤسسات الأكاديمية هناك، خاصة في مجالات الطب والهندسة والعلوم السياسية. كما تُعد الجزائر من الدول التي تحظى بتقدير في الأوساط الصومالية لما تقدمه من دعمٍ متواصل للتعليم العربي والإسلامي في إفريقيا.
إن زيارة الرئيس حسن شيخ محمود إلى الجزائر لا تُعدّ مجرد حدث بروتوكولي، بل تمثّل نقطة تحول في مسار العلاقات الصومالية – الجزائرية، وفرصة لتأسيس شراكة استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة، والتكامل في مجالات الأمن والتنمية والتعليم، خدمةً للشعبين الشقيقين ومصالح القارة الإفريقية بأسرها.
