نيويورك 02 رجب 1446 هـ الموافق 02 يناير 2025 م (صونا) – حقق الصومال اليوم إنجازًا تاريخيًا بعودته إلى عضوية مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، وذلك للمرة الأولى منذ 54 عامًا. وجاء الإعلان الرسمي في الثاني من يناير 2025، في خطوة تعكس تحولًا كبيرًا لبلد عانى عقودًا من الصراعات المسلحة والجفاف والانقسامات.
وأشاد قادة الصومال بهذا الحدث، واعتبروه دليلاً على صمود الشعب الصومالي ووحدته، فضلاً عن التزام البلاد بالتعاون مع المجتمع الدولي في تعزيز السلام والاستقرار.
وفي خطاب ألقاه رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود بهذه المناسبة، وصف الحدث بأنه “يوم تاريخي للصومال”، مضيفًا: “بعد 54 عامًا، يعود الصومال إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم. هذا الإنجاز يعكس قوتنا وصمودنا ووحدتنا، رغم التحديات التي واجهناها على مدى العقود الماضية”.
وأشار الرئيس إلى أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق دون الجهود المشتركة للصوماليين داخل الوطن وفي الشتات، قائلاً: “أشكر كل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، من العاملين في الداخل إلى أفراد جاليتنا بالخارج. إن صمودكم وتضحياتكم ساهمت في كتابة هذا الفصل الجديد من تاريخ الصومال”.
و أعلن فخامة الرئيس أن الصومال قد سدد كافة المتأخرات المالية المستحقة للأمم المتحدة عن السنوات الـ34 الماضية، موضحا أن هذا الإجراء يُظهر التزام الصومال بمسؤولياته الدولية واستعداده للانخراط الفعّال مع المجتمع الدولي.
وأكد الرئيس أن عضوية الصومال في مجلس الأمن ليست مجرد شرف، بل مسؤولية كبيرة، مشددًا على التزام بلاده بتعزيز السلام والعدالة والحكم الرشيد على المستوى الإقليمي والدولي.
وقال: “ستعمل الصومال خلال فترة عضويتها على أن تكون صوتًا يعبر عن تطلعات شعبنا وشعوب المنطقة. سنبذل قصارى جهدنا لتعزيز الحوار والسلام والحوكمة الجيدة”.
ودعا الرئيس الصوماليين إلى اغتنام هذه الفرصة كحافز لتحقيق مزيد من التقدم، قائلاً: “هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة. علينا أن نواصل العمل معًا لتعزيز مكانة بلدنا وتحقيق التنمية والازدهار للأجيال القادمة”.
وقد أعرب الشعب الصومالي عن فخره بهذا الإنجاز من خلال احتفالات واسعة في مختلف المدن والمناطق الريفية، حيث يعتبر الكثيرون هذه الخطوة فرصة جديدة لترسيخ مكانة الصومال على الساحة الدولية وتعزيز دوره في القضايا الإقليمية والعالمية.
يُذكر أن عضوية الصومال في مجلس الأمن الدولي تأتي في وقت تسعى فيه البلاد لتعزيز دورها كلاعب أساسي في تحقيق الأمن والسلام في منطقة القرن الأفريقي والعالم.