مقديشو 29 ربيع الأول 1447 هـ الموافق 21 سبتمبر 2025 م(صونا) _ قال فخامة رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الدكتور حسن شيخ محمود ، في مقابلة مع قناة “العربية”، إن الانتخابات المباشرة المقررة العام المقبل تمثل محطة تاريخية للصومال، إذ لم يشهد البلاد اقتراعًا شعبيًا مباشرًا منذ عام 1969.
وأوضح الرئيس أن النظام الانتخابي غير المباشر الذي اعتمد خلال العقود الماضية تحسن تدريجيًا، لكنه لم يعد مناسبًا بعد خمسة وعشرين عامًا من قيام الجمهورية الثالثة عام 2000، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لم يعد يتعامل مع قادة غير منتخبين مباشرة من الشعب.
وأضاف الرئيس أن الحكومة تعمل على ضمان مشاركة واسعة في الانتخابات القادمة، حيث سُجل نحو مليون ناخب في مقديشو وحدها، ويجري التسجيل في بقية الولايات، متوقعًا مشاركة ملايين من المواطنين.
وتابع الرئيس أن الانتخابات في الصومال تُجرى على مستويين: الأول محلي يشمل البلديات والولايات، والثاني وطني يشمل انتخاب غرفتي البرلمان، ومن خلاله تشكيل القيادة الوطنية. وأكد أن التركيز في المرحلة الحالية ينصب على الانتخابات المحلية، مع استمرار الحوار مع ولايتي بونتلاند وجوبالاند لحل القضايا العالقة قبل موعد الانتخابات الوطنية.
وبخصوص النظام الفيدرالي، قال الرئيس إن تطبيق الفيدرالية يحمل تحديات دائمة، خصوصًا في ظروف صعبة، مشيرًا إلى أن المجلس الاستشاري الوطني الذي يُعقد كل شهرين أتاح فرصة للحوار بين الحكومة الفيدرالية ورؤساء الولايات.
وأضاف أن التوافق تحقق في العديد من القضايا، فيما بقيت بعض الملفات السياسية محدودة قيد النقاش، مع التأكيد على أن أبواب الحكومة مفتوحة دائمًا للتواصل مع جميع الأطراف، بما في ذلك المعارضة.
وفيما يتعلق بالمنطقة الشمالية الشرقية، أوضح الرئيس أنها كانت منطقة متنازع عليها منذ زمن طويل، تعاني ضعفًا في الإدارة وقلة الخدمات الأساسية، وكانت تُعتبر جزءًا من “أرض الصومال”.
وأشار إلى أن الحكومة سعت عبر الحوار مع قيادة “أرض الصومال” إلى التهدئة، ودعمت إنشاء هيكل إداري محلي بالتوافق مع الأهالي، مؤكدًا أن الحلول الممكنة تكمن في الحوار والوسائل السلمية، اعتمادًا على التقاليد الصومالية الراسخة في صناعة السلام، وهدف الحكومة ضمان الاستقرار وحقوق المواطنين في تلك المناطق.
