مقديشو 14 شعبان 1444 هـ الموافق 06 مارس 2023 م (صونا) – قامت مليشيات الخوارج الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة بتجنيد العديد من الأطفال في مناطق نفوذها في محافظة شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي الإقليمية، خلافا لما ينصه الدستور الفيدرالي، والقوانين الدولية التي تجرم عملية التنجنيد ضد الناشئين.
وكانت الخوارج اقتادت الأطفال دون سن الخامس عشر بحجة تعليمهم المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية، ولكن استخدموه كمسلحين يقاتلون بجانبهم في المعارك التي تشعلها الخلايا الإرهابية ضد القوات المسلحة الوطنية والمقاومة الشعبية في مناطق جنوب ووسط البلاد.
وفتحت عناصر الحركة للناشئين معسكرات للتدريب، من أجل إراقة دماء الشعب الصومالي ونشر أيدلوجيتها التكفيرية، والتجاوزات المنافية لمقاصد الشريعة الإسلامية.
وأوضح عدد من السكان المحليين أنهم فوجئوا بتهديدات تأتيهم من كبار القادة الميدانيين، وتلزمهم إحضار فلذات أكبادهم في المعاهد الدينية التابعة للمتشددين.
وأشار السكان المحليون إلى أن بعضا ممن تمّ تجنيدهم، تقمص الأفكار الظلامية، وتشبع بالفكر المتطرف العنيف، حتى انقلب أخيرا، على والديه وأقرب الناس عنده، وأصبح يهدد بدوره، ذويه وأقاربه، ولكن بحمد الله وتوفيقه أن جاء الجيش الوطني وقام برفع المعاناة عن كاهل الأهالي، كما تم تحرير جميع مناطق ولاية هيرشبيلي الإقليمية.
وكانت مليشيات الخوارج اشتهرت بصنع الأعيان الوهميين، والعلماء الوهميين، كلهم يعلمون على أيدلوجيات الإرهاب والتطرف.
ومن هؤلاء المدعو علي عراي إرهابي كان منوطا بجمع الإتاوات، وإيذاء السكان المحليين، ونهب ممتلكاتهم باسم أخذ التبرعات أو الزكوات في منطقة ” مسجد علي غدود” بمحافظة شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي الإقليمية.
ويروي الأهالي المحليون أن الإرهابي عراي وراء تشريد شيوخ العشائر، والعديد من علماء الدين، والأعيان،واغتيالاتهم، و مصادرة بعض المنازل، بدعو تكفيرهم، كما هدد المسافرين بالقتل، ونهب ممتلكاتهم.
وأضاف شهود عيان أنه ساهم في إحدى المرات في تصفية أحد الأشخاص الذي كان مسافرا، وعندما تم دفنه من قبل السكان المحليين، أمر بنبش الدفين، ونقله إلى مكان آخر، ودفع ديته.
وأوضحوا أن النقيب الإرهابي، ارتكب بعدد من الجرائم ضد السكان، كما كان يتصف بسوء الأخلاق، والتصرفات المنافية للإسلام، إذ كان يستبيح بالمحرمات، وقد عثر على منزله ” الواقي الذكري ” ، لما يحمل دلالة قوية على أن رجال العناصر الإرهابية كانوا مشهورين بتعاطي المخدرات، واغتصاب النساء، وتجنيد الأطفال، وتكفير الصوماليين، وقطع رؤس الأبرياء.
من أجل نشر التوعية في المجتمع، وشل القدرات الضعيفة للعدو الإرهابي، أطلق فخامة رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود حملة موسعة لملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة.
وقال فخامته مخاطبا لجاهير العاصمة مقديشو :” كفى هذا القتل الوحشي الذي كان وصمة عار على جبين متشددي مليشيات الشباب الإرهابية”، مشيرا إلى أن قوات جهاز الأمن والمخابرات، والشرطة الوطنية، والجيش الوطني كلهم ساهرون على إحلال السلام والاستقرار في كافة ربوع البلاد.
وخسرت المليشيات الإرهابية، عسكريا واقتصاديا، وفكريا، منذ انطلاقة العمليات العسكرية للجيش الوطني في البلاد، كما أصدر علماء الجمهورية بيانا رسميا لتصنيف الجماعات الإرهابية في قائمة ” الجماعات الإجرامية والمارقة “.
ونقل البيان الختامي لعلماء الجمهورية في مقديشو، حرب الإرهاب لتكون معركة لنقض الفكر المتطرف العنيف الذي روجته كثيرا مليشيات الخوارج في خطاباتها أمام السكان المحليين، حيث يتعامل الجندي من أبطالنا في عملياته العسكرية مع المتمردين كأنهم عصابات الخوارج الذين اعترضت تعليمات الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وكان العلماء أفتوا على حرمة نشر الأفكار المنحرفة للجماعات الإرهابية، كما يحرم دعمها بالمال والنفس والمعلومات، بالإضافة إلى ذلك، دعا علماء الدين القوات المسلحة الباسلة إلى مضاعفة جهودها في حربها الجهادي ضد الخوارج لإنقاذ الأمة الصومالية، حيث يكون الجندي إذا قتل في المعارك شهيدا، في سبيل دنيه وشعبه المسلم.