مقديشو 13 شوال 1446 هـ الموافق12 أبريل 2025 م (صونا) – مع بزوغ فجر الثاني عشر من أبريل فوق أكاديمية الجنرال داوود العسكرية في مقديشو، تتردد أصداء خطوات الجنود الصارمة، مجسّدة إرثاً يمتد لـ65 عاماً. لا تُعدّ هذه الذكرى مجرّد احتفال بتأسيس الجيش الوطني الصومالي بل هي تخليدٌ لصمود أمة بأكملها، منذ انطلاقته عام 1960 وحتى إنجازاته الراهنة في مكافحة الإرهاب.
تأسيس القوة الوطنية
في مثل هذا اليوم من عام 1960، تم الإعلان رسمياً عن تأسيس الجيش الوطني ليكون العمود الفقري للدولة الحديثة، وقوة تحمي سيادتها وتساهم في استقرار القرن الإفريقي. منذ بداياته، كان الجيش مكلفاً بحماية الحدود، والدفاع عن المواطنين، والتصدي للإرهاب، والحفاظ على الأمن الداخلي.
وقد برز الجيش منذ تأسيسه بالتزامه بالاحترافية، حيث أنشأ أقساماً قيادية متعددة للإشراف على العمليات العسكرية الأساسية. وتوسعت هذه الأقسام بمرور الوقت لتشمل مجالات مثل الإدارة المالية، والخدمات اللوجستية، والتدريب، والإطفاء، والرعاية الصحية، والاتصالات، والأمن، مما مكّن الجيش من تنفيذ مهامه بكفاءة عالية.
إنجازات تاريخية وتحديات جسيمة
في الفترة ما بين عامي 1964 و1977، سجّل الجيش الوطني انتصارات تاريخية، من أبرزها استعادة أراضٍ مفقودة، ما عزز مكانته كقوة يُحسب لها حساب. وقد حظي بدعم شعبي واسع، مكّن الحكومة من بناء جيش قوي ومجهز، يعكس صلابة وإصرار الشعب الصومالي.
لكن اندلاع الحرب الأهلية عام 1991 شكّل نقطة تحول مأساوية، حيث انهارت البنية المؤسسية للجيش، وتفككت وحداته، وتوقفت عملياته، مما شكل تحدياً كبيراً للدولة.
نهضة جديدة في وجه التحديات
رغم تلك الصعوبات، شهد العقدان الماضيان محاولات جادة لإعادة بناء الجيش من جديد. وقد نجحت الحكومة في إعادة تنظيم صفوفه، وتأهيل عناصر شابة ذات كفاءة عالية تحمل روح الوطنية، وتسعى إلى إعادة الأمن والاستقرار للبلاد. ولا يزال الجيش اليوم يؤدي دوراً محورياً في مكافحة التهديدات، وحماية المدنيين، ودعم جهود التنمية الوطنية.
الطريق نحو جيش أقوى
في ظل التحديات الأمنية التي تواجه البلاد، تواصل الحكومة التركيز على تطوير القوات المسلحة. وتؤكد القيادة الوطنية، ضرورة توفير التدريب المتقدم، وتحديث المعدات، وتنفيذ برامج تنموية شاملة من أجل تمكين الجيش من أداء مهامه بكفاءة واحتراف.
وفي هذه المناسبة التاريخية، وجّه فخامة رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود تهانيه الحارة إلى الضباط، والجنود، وأُسرهم، اعترافاً بتضحياتهم وإخلاصهم في خدمة الوطن، معرباً عن ثقته بأن الجيش سيواصل تحقيق إنجازات جديدة في سبيل حماية الأمة.
تحية لرمز الوحدة والسيادة
مع احتفال الصومال بالذكرى الـ65 لتأسيس الجيش الوطني، لا يقتصر الأمر على تمجيد الماضي، بل هو أيضاً تأكيد على الدور الحيوي الذي يؤديه الجيش في صون الوحدة الوطنية، وحماية السيادة، وتحقيق السلام.
وينظر الصوماليون إلى المستقبل بتفاؤل، حيث يتطلعون إلى جيش قوي، صامد، ومؤهل لمواجهة التحديات القادمة بكل شجاعة وإخلاص.