واشنطن 11 ربيع الثاني 1445 هـ الموافق 26 أكتوبر 2023 م (صونا)- بعد خلافات استمرت لأسابيع تسببت بشلل أعمال الكونغرس، انتخب الجمهوريون الأربعاء أخيرا مايك جونسون رئيسا لمجلس النواب الأمريكي
ونال جونسون الذي يعد حليفا للرئيس السابق دونالد ترامب وقاد الجهود القانونية الرامية لتغيير نتيجة انتخابات العام 2020، إجماع حزبه عليه كالرئيس الـ56 لمجلس النواب المعطّل منذ أطاح الجناح اليميني في الحزب الجمهوري بكيفن ماكارثي في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر.
في خطاب لإعلان قبوله المنصب، قال إن أولى خطواته ستتمثل باقتراح قرار يدعم إسرائيل في حربها ضد حماس.
وقال عضو الكونغرس الجمهوري “أعظم حليف لأمتنا في الشرق الأوسط يتعرض لهجوم.. أول مشروع قانون سأطرحه على هذا المجلس بعد وقت قصير سيكون لدعم صديقتنا العزيزة جدا إسرائيل. إنه أمر تأخرنا في القيام به”.
وكان النائب عن لويزيانا رابع جمهوري يختاره الحزب في غضون ثلاثة أسابيع للحلول مكان ماكارثي، لكنه الوحيد الذي حشد الدعم الكافي في المجلس، حيث وقف النواب للتصفيق له بحرارة.
وقال جونسون للصحافيين وسط تصفيق النواب عقب تسميته إن “الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب موحدة”.
ولعل ما ساعد جونسون (51 عاما) ابتعاده عن الأضواء، إذ أنه محام ومدافع عن الحقوق الدينية لا يواجه أعداء من حزبه، وهو أمر أدى إلى فشل المرشحين قبله حتى الآن.
وفضلا عن كونه خيار حزبه الأول، استفاد جونسون من الحاجة الملحة التي شعر بها النواب لوضع حد للفوضى في المجلس، علما بأن الفوز بالمنصب يعد صعبا للغاية في ظل الانقسامات في صفوف “كتلة الجمهوريين في مجلس النواب”.
وقال ترامب قبل التصويت “لم أسمع تعليقا سلبيا واحدا عنه. الجميع يحبه وهو محترم من قبل الجميع.. إنه شخص سيكون مذهلا لربما لسنوات”.
وبينما كان عضوا غير بارز في القيادة كنائب رئيس الكتلة، فاز جونسون بمقعد في مجلس النواب عام 2017 بعدما أثار الجدل عبر تشريع اعتُبر مناهضا للمثليين في لويزيانا.
كما صوّت ضد تحويل إجراءات حماية لزواج المثليين إلى قوانين العام الماضي.
وكان قائد مجموعة تضم أكثر من مئة جمهوري وقّعوا مذكرة قانونية تدعم دعوى قضائية تهدف لتغيير نتائج انتخابات 2020 في أربع ولايات متأرجحة بين الجمهوريين والديموقراطيين فاز فيها الرئيس جو بايدن.
وسألت شبكة “أيه بي سي نيوز” جونسون مساء الثلاثاء عن الدعوى التي رفضت المحكمة العليا البت فيها، لكنه اكتفى بالإجابة “السؤال التالي”.
وجونسون متزوج ولديه أربعة أبناء. وحصل على دعم زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز ورئيس اللجنة القضائية جيم جوردان، علما بأن كليهما فشلا في مساعيهما للفوز بمنصب رئيس المجلس.
وكان من شأن فشله أن يعمق الصراع داخل صفوف الجمهوريين إذ بدأ المعتدلون البحث عن دعم الديمقراطيين عبر مرشح يحظى بالإجماع، وهو خيار كان سيقابل برفض قاطع من اليمينيين المتشددين الذي يقفون خلف إطاحة ماكارثي.
وسيكون جونسون رئيس المجلس الأقل خبرة في حقبة ما بعد الحرب الأهلية، إذ لم يسبق له أن ترأس لجنة أو تولى منصبا قياديا رفيعا.
وسيبدأ فورا تقريبا العمل على تجنب إغلاق حكومي قد يكلفه منصبه ما لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن موازنة العام 2024 يرضي حزبه وشخصيات خبيرة في التفاوض على غرار زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وصولا إلى الرئيس بايدن.
كما يتوقع بأن يقود كتلته المنقسمة للتوصل إلى اتفاق بشأن التمويل لأوكرانيا في نزاعها مع روسيا.
المصدر: فرانس24