مقديشو 2 جمادى الأولى 1441 – الموافق 28 ديسمبر 2019 (صونا) – يوم الـ8 من شهر فبراير عام 2017 ،كان بمثابة نقطة تحول في حياة الصوماليين داخل الوطن وخارجه ،فلقد كان بداية جديدة نحو عودة الحكم الرشيد وتغيير الصورة النمطية السيئة عن الصومال.
تعهد رئيس الجمهورية فخامة محمد عبدالله فرماجو ،في برنامجه الانتخابي بمكافحة الفساد واستعادة شرف وكرامه المواطن الصومالي في المحافل الدولية، وهذا ما تحقق على أعتاب العام الرابع لتوليه المنصب.
شرع فخامة محمد عبدالله فرماجو بعد فوزه في ررئاسة البلاد في البحث عن اختيار شريك يقود معه البلاد إلى بر الأمان وتعويض المواطنين عن سنوات العجاف التي شهدت حروب وصرعات أهلية أتت على الأخضر واليابس.
وقع الاختيار على دولة حسن علي خيري لتولي منصب رئيس الوزراء ،وتحقيق تطلعات وآمال الشعب الصومالي فكان خير اختيار.
وحرصاً على تحقيق آمال وتطلعات الشعب الصومالي والمضي قدماً نحو التقدم والازدهار ،حرص دولة رئيس الوزراء على تعيين وزراء ذوي كفاءة عالية وهمة تحقيق المنشود.
وأسندت حقيبة البريد والاتصالات والتكنولوجيا إلى معالي المنهدس عبدي عاشور حسن ،الذي بذل بدوره جهود حثيثة في تنمية هذا المجال الهام الذي شهد غياب الدور الحكومي منذ إنهيار الحكومة المركزية في عام 1991 م.
فمنذ سقوط الحكومة المركزية بقيادة الجنرال الراحل محمد سياد بري عام 1991 ،خرج نظام الاتصالات والانترنت من إدارة الدولة لتتولى هذه المهمة شركات خاصة .
وبدأ معالي المنهدس عبدي عاشور حسن في تهيئة البيئة المناسبة من خلال إعداد القانون الذي يعمل على قيادة زمام المبادرة .
كما شرعت الوزارة في عقد مؤتمرات تشاورية مكثفة مع شركات الإتصالات المختلفة،وأعضاء اللجان المختصة في مجلسي الشعب والشيوخ ومكونات المجتمع المدني من أجل إعداد قانون شامل.
وبعد إعداد القانون تم عرضه على مجلس الوزراء، وتم المصادقة عليه وتمريره إلى البرلمان.
صادق البرلمان الفيدرالي بمجلسيه الشعب والشيوخ على قانون الإتصالات الوطني تباعاً في الـ9 والـ21 من شهر أغسطس 2017 ،بعد أن ظل في أروقة البرلمانات السابقة قرابة 10 أعوام.
وتبع هذه الخطوة توقيع رئيس الجمهورية فخامة / محمد عبدالله فرماجو على القانون في الـ2 من أكتوبر نفس العام.
وكان لوزير الاتصالات والبريد والتكنولوجيا في الحكومة الفيدرالية معالي المهندس / عبدي عاشور حسن ،الذي اسندت إليه هذه المهة في شهر أبريل 2017 نصيب الأسد في تحقيق هذا الإنجاز الغير مسبوق بمجال الاتصالات في البلاد.
إنجازات وزير الإتصالات لاتخفى على أحد، فمنذ توليه مهام منصبه أخذ على عاتقة إحداث تغيير جدري في هذا المجال، وقام بعقد مؤتمر حول تنمية الإتصالات والتكنولوجيا في الـ6 من شهر 2017 ،الذي أفتتح أعماله دولة رئيس الوزراء السيد/ حسن علي خيري ، وبحضور وزراء في الحكومة الفيدرالية، ووزراء الاتصالات للولايات الإقليمية ، وممثلون عن شركات الاتصالات، ومدرسوا كليات الاتصالات والتكنولوجيا لدى الجامعات في البلاد.
وبعد تقديم وزارة الاتصالات القانون الخاص بها إلى مجلس الوزراء للمصادقة عليه وإجراء تغييرات طفيفة فيه ،من أجل تنظيم الإتصالات في البلاد،انطلق معالي/ عبدي عاشور حسن إلى دولة جيبوتي لتوقيع إتفاقية بهذا المجال.
وقد تركزت الإتفاقية المبرمة بين البلدين في الـ18 من شهر أغسطس 2017 على ثلاثة محاور رئيسية هي العمل سويا على تطوير كابلات الالياف البصرية “فايبر اوبتيك” لتفادي مشكلة انقطاع الإنترنت في البلاد، وكذلك تعاون الوزرتين في إدارة وتطوير مجال الاتصالات والتكنولوجيا لكلا البلدين وكذلك تبادل الخبرات والمهارات المتعلقة بالاتصالات لاسيما العمل على ربط أقاليم القرن الأفريقي والحفاظ على الأمن المعلوماتي ،بالإضافة إلى انعقاد مؤتمر إقليمي بحضور رئيسي الصومال وجيبوتي وبمشاركة جميع مسؤولي شركات الاتصالات المحلية في البلدين.
وفي الـ12 من أكتوبر العام الماضي نجحت الصومال في استعادة حق التصويت بالإتحاد الدولي للاتصالات بعد 34 عاماً.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير البريد والإتصالات والتكنولوجيا في أعمال المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للاتصالات الذي عقد في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس في الفترة من الـ9 ولغاية الـ20 من شهر أكتوبر 2017.
حيث نجحت الوزارة في إستعادة العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للاتصالات لأول مرة منذ عام 1983 ،ولك بعد أن توقفت الحكومة المركزية عن دفع المساهمات السنوية المترتبة عليها ، والتي تصل إلى 2,5 مليون،والذي حرمها من حق التصويت.
وبعد سلسلة جهود حثيثة بذلها مسؤولو وزارة البريد والإتصالات خلال الأشهر الأخيرة تمكنوا بنجاح من التوصل مع الاتحاد الدولي إلى إعفاء الصومال بملبغ قدره مليون ونصف على أن يتم سداد الباقي خلال عام.
وتمكنت الوزارة من سداد القسط الأول والمقدر بحوالي 80 الف دولار في نهاية شهر سبتمبر الماضي.
وأشار وزير البريد والإتصالات معالي / عبدي عاشور حسن في كلمته خلال المؤتمر إلى أن استعادة عضوية الاتحاد الدولي للاتصالات سوف تساعد الوزارة على استعادة الخدمات التي يقدمها الاتحاد.
وأضاف عبدي عاشور حسن أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهل للاتحاد الدولي مساعدة الصومال في بناء البنية التحتية للاتصالات ،والتي لا يمكن لشركات الاستثمار فيها بشكل منفرد.
وأعرب وزير البريد الإتصالات عن شكره وتقديره لدولة رئيس الوزراء،ونائبه ،وكذلك شركات الاتصالات والإنترنت المحلية الذين ساهموا في دفع المساهمات المترتبة على الصومال.
وفي الـ9 من شهر مارس 2018 نجحت الوزارة في تسلم الرمز الوطني للانترنت (.So) بشكل رسمي ،والذي كانت تديره هيئة مستقلة .
وتقع مسؤولية إدارة الرمز الوطني للإنترنت على عاتق الهيئة الوطنية للاتصالات وفقا للمادة 54 من القانون الوطني للاتصالات.
وأشار رئيس الهيئة الوطنية للاتصالات عبدي شيخ أحمد إلى أن رمز الهاتف الدولي (252) والرمز الوطني للانترنت (dotSO) ملك للوطن مشددا على ضررورة إعادتهما إلى يد الحكومة الفيدرالية.
وفي الـ2 من شهر نوفمبر المنصرم وقعت الصومال وقطر اتفاقات خاصة بشأن الاتصالات الساتلية ،في العاصمة الدوحة.
جاء ذلك في إجتماع عقده وفد وزارة البريد والاتصالات والتكنولوجيا، برئاسة الوزير معالي المهندس عبدي عاشور حسن ، اجتماعات منفصلة مع وزير النقل والاتصالات القطري ، السيد جاسم بن سيف السليطي.
وستلعب الشراكة الجديدة بين البلدين دوراً هاماً في تمويل وإعادة بناء البنية التحتية للبلاد ، كما ستمكن تجربة قطر من أن تكون من أوائل الدول العربية للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة”.
وأكد وزير البريد والاتصالات معالي عبدي عاشور حسن أنه ليس من الممكن تحقيق السياسة والاستراتيجية الوطنية للاتصالات والتكنولوجيا التي طورتها الوزارة مؤخرًا دون مساعدة الدول الصديقة لمساعدتنا في التكنولوجيا واستيراد التكنولوجيا الحديثة.
وفي الـ29 من نفس الشهر أجاز مجلس الوزراء في الحكومة الفيدرالية في اجتماعه الأسبوعي، محتوى السياسة الوطنية للاتصالات والتكنولوجيا المقدم من قبل وزارة البريد والاتصالات والتكنولوجيا.
وقد ركزت السياسية الوطنية للاتصالات الجديدة خلال السنوات الخمس القادمة تطوير خدمة الإنترنت بتكلفة منخفضة ، وإنشاء البنية الأساسية للاتصالات السلكية واللاسلكية ، وحماية بيانات المستهلك ، وتوفير الخدمات العامة في التعليم ، الصحة ، والأعمال التجارية ، والحكومة الإلكترونية. ، والصحة الإلكترونية ، الأعمال الإلكترونية ، الزراعة الإلكترونية، والتعليم الإلكتروني ، بناء نظام مالي قائم على الإنترنت ، وإنشاء المزيد من المعلومات باللغة الصومالية المتاحة على شبكة الإنترنت.
وفي الـ19 من شهر ديسمبر الجاري شارك وزير البريد والاتصالات والتكنولوجيا في الحكومة الفيدرالية ، معالي المنهدس عبدي عاشور حسن ،في أعمال الدورة الـ23 لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب ،والذي عقد في العاصمة الرياض.
وكان معالي المهندس عبدي عاشور حسن ، قد التقى مسؤولي منظمة الاتصالات الفضائية العربية “عرب سات” ،في العاصمة السعودية الرياض ،والتي تعد جمهورية الصومال من الأعضاء المؤسسين للمنظمة .
وناقش الجانبان خلال اللقاء سبل استفادة الصومال من الأنشطة التي تقدمها منظمة الاتصالات الفضائية العربية ،وكذلك تقديم المساعدات الفنية للصومال في مجال تطوير الاتصالات.
وللحكومة الفيدرالية إنجازات عديدة لا تحصى ولا تعد في مختلف المجالات ،وتلك الإنجازات هي ناتج عن مدى التزام قادة البلاد في خدمة المجتمع الصومالي بكل تفان وإخلاص ،وتغيير الصورة النمطية السيئة عن الصومال ،وكذلك مواكبة العالم الذي تخلفت عنه الصومال حوالي 30 عاماً بسبب الحروب والصرعات الأهلية.
وقال رئيس الجمهورية فخامة محمد عبدالله فرماجو ،في مناسبة تدشين خطة التنمية التاسعة “من المهم أن نعالج المشاكل المتكررة التي ابتلي بها اقتصادنا وإنتاجنا “.
وهذا يدل على حرص قادة البلاد على التركيز من إيجاد الحلول الجذرية لجميع العقبات التي تقف أمام تقدم البلاد وازدهارها.
بقلم : الكاتبة الصحفية حفصة أحمد عامر.