مقديشو 15 رمضان 1442 – الموافق 27 أبريل 2021 (صونا)– لم يكن تهويل الأخبار يوماً من وظائف الإعلام على الإطلاق ،فالإعلام مهنة سامية لاتهدف إلى بث الهلع والخوف في نفوس الجمهور.
جميع وظائف الإعلام تصب في صالح الجمهور، منها الوظيفة الإخبارية، وهي إعلام المجتمع بما يدور حوله دون مبالغة أو تهويل ،والتعليم والإرشاد والترفيه ،بالإضافة إلى التعبير عن المجتمع،وغيرها .
تمادت معظم وسائل الإعلام المختلفة داخل الوطن في الفترة الأخيرة في تهويل الأخبار والأحداث والتي تؤدي إلى نتائج عكسية على المجتمع .
تهويل الأخبار تبث الهلع والخوف في نفوس المواطنين على كافة المستويات وينتج عنها غلا الأسعار وإحتكار البضائع نزوح المواطنين ،وتوقف تقديم بعض الخدمات الأسياسية للمجتمع وتقوض التقدم والإزدهار في الوطن.
يعود السبب الرئيسي في تهويل الإخبار إلى بحث الصحفيين الجدد عن الشهرة والسبق الصحفي الخاطئ وهذا تغليب للمصالح الشخصية على العامة.
كما يؤدي تهويل الأخبار إلى فقدان الصحفي سمعته ومكانته بين الجمهور ،في الغالب يقابل الخبر الذي ينشره بنفي من المؤسسات الحكومية ،لذلك ينبغي على الصحفي التفكير جيداً قبل الخوض في غمار التهويل.
يجب على الصحفيين الإلتزام بمبادئ المهنة وأخلاقياتها والإبتعاد عن تهويل الأخبار والتحلي بروح المسؤولية والرقابة الذاتية في ما ينشر من الأخبار والبحث عن الأخبار التي تعود على النفع بالمجتمع.
كما يمكن للصحفيين نقل الأخبار بكل مصداقية دون تهويلها والأبتعاد عن كل ما من شأنه أن يسبب القلق والخوف لدى المواطنين.
عندما يقوم الصحفي بتهويل الأخبار فإنه لايخالف قواعد الصحافة فحسب بل أنه يرتكب فعلاً محرماً شرعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يَحِلّ لمسلم أن يُرَوِّعَ مسلمًا).
الدين الإسلامي الحنيف عندما يحرم فعلاً فإنه يرى الموضوع من أبعاد مختلفه فتهويل الأخبار تعود بالضرر النفسي خاصةً على كبار السن والنساء والأطفال وذوي الإحتياجات الخاصة.
وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي جمهورية مصر” إن إخافة الإنسان المسالم وترويعه حرام شرعا، ويعد من كبائر الذنوب، ويزداد الإثم إذا تعمد فاعله التخويف ، ويكون أكثر قبحا ولعنا وطردا من رحمة الله إن كان ذلك في وقت الكوارث والأزمات ؛ نظرا لضرره الأعم والأشد .. وعلى المسلم مراعاة ألا يساعد في نشر ذلك ولو كان غير متعمد لئلا يشترك مع المتعمد في الإثم من حيث لا يشعر” ،بحسب صحيفة الوطن المصرية.
ويتمثل الحل لظاهرة تهويل الأخبار في فرض كل صحفي الرقابة الذاتية على نفسه أولاً وتغليب المصالح العامة على الشخصية ،والبحث على المواضيع التي تعود بالنفع على المجتمع.
كما يجب على وزارة الإعلام تنظيم محتوى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت مؤخراً منبع لتهويل وتحريف الأخبار.
لا نعني بذلك أن تقيد الوزارة وسائل الإعلام وتعمل على التضييق من مساحة الحرية لديهم بل أن تتم محاسبة من يعمل على بث الهلع والخوف في نفوس المواطنين.
إن المصالح العليا للوطن والمواطن خط أحمر لايجب تجاوزه ويجب ردع كل من يساهم في زعزعة كيان المجتمع بالرجوع إلى القانون ،ويجب على كل شخص التحلي بمسؤوليته تجاه الوطن.
الوطن للجميع كصحفيين ينبغي أن نكون من عمارة الوطن لا أداة للهدم والخراب ،نستطيع أن نرتقي بالوطن من خلال عملنا المخلص ،دام الوطن بخير.
بقلم الكاتبة الصحفية حفصة أحمد عامر.