نيويورك 10 رجب 1447 هـ الموافق 30 ديسمبر 2025 م (صونا) – عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا خُصّص لبحث إعلان إسرائيل اعترافها بما يُسمّى «أرض الصومال»، حيث جدّد المجلس، عبر إحاطة أممية رسمية، تأكيده الثابت والمتكرر على احترام سيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، وسلامة أراضيها، واستقلالها السياسي، ووحدتها الوطنية.
وخلال الإحاطة، شدّد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، خالد خياري، على الموقف الدولي الراسخ الداعم لوحدة الصومال، داعيًا الأطراف الصومالية إلى مواصلة الانخراط في حوار سلمي وبنّاء في إطار الدولة الواحدة، وبما ينسجم مع الدستور الصومالي والشرعية الدولية.
وأشار خياري بحسب ما نشر في موقع الأمم المتحدة، إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في السادس والعشرين من الشهر الجاري، الاعتراف رسميًا بما يُسمّى «أرض الصومال»، مؤكدًا في المقابل أن الحكومة الفيدرالية الصومالية عبّرت بوضوح عن رفضها القاطع لهذه الخطوة، وجدّدت تمسكها الكامل بسيادة البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها.
وأوضح المسؤول الأممي أن الإعلان الإسرائيلي قوبل بردود فعل قوية وواسعة من دول المنطقة والمجتمع الدولي، شملت مواقف رافضة وصريحة من مصر، والأردن، وجيبوتي، والسعودية، وتركيا، إلى جانب بيان مشترك صادر عن عشرين دولة من الشرق الأوسط وأفريقيا، أكد رفض وإدانة أي اعتراف أحادي الجانب يمس وحدة الصومال.
ومن على منبر مجلس الأمن، أدلى مندوب جمهورية الصومال الفيدرالية سعادة أبو بكر عثمان بالي ببيان قوي نيابة عن بلاده، وبالاشتراك مع عضوي مجلس الأمن الأفريقيين الجزائر وسيراليون، إضافة إلى غيانا، معربًا عن الإدانة الشديدة لما وصفه بـ«الاعتداء الصارخ» من قبل إسرائيل على وحدة الصومال وسلامة أراضيه، من خلال الاعتراف بإقليم شمالي غربي لا يتمتع بأي أهلية قانونية تتيح له إبرام اتفاقات أو نيل اعتراف دولي.
وأكد البيان أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا مباشرًا لميثاق الأمم المتحدة، ولمبادئ الاتحاد الأفريقي، وللقانون الدولي، داعيًا جميع الدول الأعضاء إلى اتخاذ موقف موحد وقائم على المبادئ، ورفض أي إجراءات غير قانونية تهدد النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول.
كما حذّر مندوب الدولة من خطورة التصريحات المتعلقة بالنقل القسري وغير الطوعي للشعب الفلسطيني، مؤكدًا الرفض القاطع لأي محاولات تهدف إلى تنفيذ مثل هذه المخططات، بما في ذلك أي مساعٍ لنقل سكان فلسطينيين من قطاع غزة إلى الإقليم الشمالي الغربي من الصومال.
وأشار إلى أن الاعتراف الإسرائيلي لا يشكل فقط سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، بل يمثل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وفي السياق ذاته، جدّد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة تأكيد بلاده دعمها الكامل لسيادة الصومال ووحدته وسلامة أراضيه، مؤكدًا أن المملكة المتحدة لا تعترف باستقلال ما يُسمّى «أرض الصومال».
من جانبها، أوضحت المندوبة الأمريكية أن سياسة بلادها لم تشهد أي تغيير، ولا يوجد لديها أي إعلان بشأن الاعتراف بـ«أرض الصومال»، معتبرة أن مثل هذه الاجتماعات ينبغي ألا تصرف الانتباه عن القضايا الجوهرية المرتبطة بالسلم والأمن الدوليين، لا سيما في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
بدوره، شدّد المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة على أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، تسعى إلى استغلال هذا الملف لإضفاء شرعية زائفة على محاولات انفصالية مرفوضة، تخدم أجندات سياسية وأمنية واقتصادية معروفة، وتهدف إلى تسهيل مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وخلق موطئ قدم غير مشروع في منطقة القرن الأفريقي.
وأكد أن جامعة الدول العربية تعتبر هذه الخطوة تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، وتطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالتراجع الفوري عنها، باعتبارها انتهاكًا صارخًا لقواعد الشرعية الدولية ولمبادئ العلاقات الدولية متعددة الأطراف.
