مكة المكرمة 9 ذو الحجة 1440 الموافق 10 أغسطس 2019 (صونا) – استقر أكثر من مليوني حاج صباح اليوم السبت 9 ذي الحجة في مشعر عرفات، للوقوف بصعيده الطاهر، وأداء الركن الأعظم للحج، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم “الحج عرفة”.
ويصلي الحجاج في المشعر الظهر والعصر قصراً وجمعاً، ثم يقفون فيه إلى غروب الشمس، وبعدها ينفرون إلى المشعر الحرام مزدلفة للمبيت بها.
وقال رئيس النقابة العامة للسيارات عبدالرحمن بن معيوف الحربي: إنَّ نحو 800 ألف حاج تم تصعيدهم إلى عرفات بواسطة 19 ألف حافلة للنقل الترددي، يديرها 38 ألف موظف ما بين سائق، ومرشد، وفني.
وأوضح الحربي في تصريحات لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا): إن نحو 350 ألف حاج تم نقلهم من منى إلى عرفات عبر قطار المشاعر، فيما تم نقل بقية الحجاج عبر وسائل النقل التقليدي، بينما اختار عدد منهم المشي إلى عرفات.
وكثف الحكومة السعودية جهودها لتوفير أفضل ظروف الإقامة في المشعر لحجاج بيت الله الحرام.
وأجرت وزارة الحج والعمرة مسحاً شاملاً لمخيمات الحجاج في عرفات للتأكد من اشتمالها على جميع الخدمات، ومطابقة الخدمات للمعايير المشترطة.
وجهزت وزارة الصحة أربعة مستشفيات في مشعر عرفات تبلغ سعتها السريرية 766 سريراً، وهي مستشفى جبل الرحمة، ومستشفى عرفات العام، ومستشفى نمرة، ومستشفى شرق عرفات، وجميعها مجهزة بكامل المعدات والاحتياجات اللازمة لتشغيل أي مستشفى يعمل طوال العام.
وتضم المستشفيات الأربعة التخصصات الطبية كافة التي تشمل الجراحة العامة، وجراحة المخ، والأعصاب، والمسالك البولية إلى جانب قسم جراحة الجهاز الهضمي وأمراض الصدر وارتفاع ضغط الدم.
كما جهزت الوزارة مستشفى ميدانياً متنقلاً يحتوي على 11 سريراً، منها سريران عناية مركّزة، و4 أسرة للتنويم، و5 كراس للرعاية الطبية، كما يحتوي على تجهيز عالٍ، حيث يضم عدداً من أجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة صدمات القلب، إضافة إلى تقديمه خدمة عناية مركزة للحالات الحرجة.
ووفرت الوزارة 46 مركزاً صحياً مجهزاً تم تطويرها لهذا العام، ويضم كل مركز غرفة لإنعاش الحالات الحرجة، وعيادات خارجية، وأسرّة لضربات الشمس، وصيدلية متكاملة.
وكثف الهلال الأحمر السعودي استعداداته من خلال أكثر من ٣٣ مركزاً إسعافياً مؤقتاً مدعوما بأكثر من ٣٥٢ من القوى البشرية العاملة في كافة التخصصات الإسعافية، إلى جانب أسطول من سيارات الإسعاف المتطورة يضم أكثر من ٩٦ سيارة إسعاف مزودة بأحدث الأدوات والأجهزة والتقنيات الطبية المستخدمة في العالم.
كما استعد الدفاع المدني بنحو 17 ألف عنصر من قواته، تدعمهم 3 آلاف آلية، للتعامل مع الحشود المليونية بعرفات، ومباشرة جميع الحوادث المحتملة.
وغطى الدفاع المدني كافة أنحاء المشعر بمجموعات الإشراف الوقائي لتشغيل مآخذ مياه الحريق في حالات الطوارئ، ومتابعة اشتراطات السلامة في مخيمات الحجيج والكشف الوقائي على كافة المباني والمخيمات في عرفة، فضلاً عن جاهزية فرق الدراجات النارية المجهزة بطفايات للحريق ووسائل الاتصال اللاسلكية في الإبلاغ عن أي مخاطر قد تحدث أثناء وجود الحجاج بعرفة، ومباشرة الحوادث لحين وصول الفرق والوحدات الميدانية المتخصصة.
ويعد مشعر عرفات الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله 7 أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال، ومن معالمه مسجد نمرة.
ويقع المشعر على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرق مكة بنحو 22 كيلو متراً، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلو مترات من مزدلفة بمساحة تقدر بـ 10.4 كيلومتر مربع.
ومن السنة أن ينزل الحاج بنمره – إن تيسر له ذلك – أو يتأكد من نزوله داخل حدود عرفة وهناك الكثير من العلامات واللوحات الإرشادية التي توضح ذلك للحاج وعرفة كلها موقف كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا اليوم العظيم ينشغل الحاج بالتلبية والذكر ويكثر من الاستغفار والتكبير والتهليل ويتجه إلى الله – عز وجل – خاشعاً متضرعا ويجتهد في الدعاء لنفسه وأهله وأولاده ولإخوانه المسلمين جميعاً.
المصدر : وكالة يونا