مقديشو 02 صفر 1447 هـ الموافق 27 يوليو 2025 م (صونا)- نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، معالي علي محمد عمر، وجود أي حوار بين الولايات المتحدة الأميركية ومليشيات الخوارج المصنفة كجماعة إرهابية، مؤكداً أن موقف واشنطن لم يتغيّر إزاء تصنيف المليشيات.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، خلال زيارة رسمية أجراها إلى العاصمة القطرية الدوحة، شدد فيها على أن “هذه المعلومات غير صحيحة بتاتاً وننفيها تماماً”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة كما هو معروف تصنف مليشيات الشباب كتنظيم إرهابي، ولم يتغيّر موقفها من ذلك”.
وفيما يتعلّق بالخلاف الذي نشب بين مقديشو وأديس أبابا عقب توقيع إثيوبيا اتفاقاً مع إقليم “أرض الصومال” يمنحها منفذاً بحرياً، أكد الوزير انتهاء الخلاف بفضل وساطة تركية، موضحاً أن “الاتفاق أسفر عن اعتراف إثيوبيا بسيادة الصومال ووحدة أراضيه، والاتفاق بين البلدين على التعاون كدولتين جارتين في الاتحاد الأفريقي”. وأضاف أن الاتفاق يسمح لإثيوبيا باستخدام الموانئ الصومالية لأغراض تجارية وفق القانون الدولي.
وعن الزيارة التي قام بها إلى قطر، أوضح معالي عمر أنها تأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتهدف إلى “تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة المستجدات الإقليمية والدولية”، نافياً أن تكون مرتبطة بزيارة رئيس إقليم “أرض الصومال” إلى الدوحة الشهر الماضي.
وحول الوساطة القطرية المحتملة بين الحكومة الفيدرالية والإقليم، قال معالي عمر: “أرض الصومال هو أحد الأقاليم الصومالية، واستراتيجيتنا كحكومة هي حلّ مشكلاتنا داخلياً، لكن إذا رغبت أي جهة في المساعدة فنرحب بها”.
وفي ما يتعلق بالانتخابات المقبلة، المزمع إجراؤها العام القادم، شدد الوزير على أن الانتخابات ستُجرى في موعدها، نافياً وجود خلاف بين الرئيس حسن شيخ محمود والمعارضة، وموضحاً أن “ما يحدث هو نقاش طبيعي حول آلية الانتخاب”، في إشارة إلى التحوّل نحو انتخاب مباشر للرئيس من الشعب بدلاً من الآلية غير المباشرة السابقة.
وأشار معالي عمر إلى أن الشارع الصومالي يدعم القانون الانتخابي الجديد، لكن بعض النخب السياسية ما زالت متحفظة عليه خشية فقدان امتيازاتها، مشدداً على أن الحوار مستمر للوصول إلى توافق وطني.
أما بشأن التعديلات الدستورية، فأوضح الوزير أن البرلمان أقر أربعة فصول من أصل 15، وأن العمل جارٍ لإقرار الدستور الدائم بنهاية العام الحالي، مشيراً إلى أن الصومال لا يزال في مرحلة التعافي السياسي والمؤسساتي.
وفي ملف الأمن، أكد الوزير أن “ظاهرة مليشيات الشباب بدأت تضعف”، وأن الحكومة تحقق تقدماً في بسط سيطرتها على الأرض، لكنه دعا المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم في هذا المسار.